جورج يزبك

الثلاثاء ٢٨ نيسان ٢٠٢٠ - 09:44

المصدر: صوت لبنان

حرامي بشريطة

عندما تصبح الدولة مرابياً وتاجراً ومقامراً وسارقاً،
الدولة مراب لأنها استولت على ودائعنا من المصارف مقابل فوائد عالية استفاد منها بعض مصارف محظوظة، فما الفرق بين الدولة اذاً وبين المرابي الذي كان يأخذ من مدخل الكازينو مقراً له لمدّ المقامرين بالمال لقاء فائدة فاحشة ورهن ممتلكات الخاسر على طاولة القمار ومجوهرات زوجته وأساورها وعقودها.
الدولة تاجر لأنها استخدمت مالنا في الصفقات على أساس الربح لها ولجماعتها، والخسارة علينا. وما الفرق بين الدولة التاجر والتاجر في الدولة الذي يبغي الربح والاحتكار مستفيداً من غياب السلطة.
الدولة مقامر لأنها لعبت بودائعنا على طاولة قمار مصرف لبنان وسلوت مشيناته وبلاك جاكاته ورولاته.
الدولة سارق وما الفرق بين من يسلبك المال بالخلع والكسر، ومن يسلب على الناعم وبالنصب والاحتيال.
هل سأل أحد ما اذا كان الحاكم ومعاونوه والنافذون في الدولة، مودعين أموالهم في لبنان أو خارجه، ومن كم قرض مالي استفادوا بصفر فائدة أو بفوائد ميسرة، وكم بلغت؟ أسهل الطرق وضع كبار السياسيين وصغارهم، رؤساء ووزراء ونواباً وفعاليات وكبار الموظفين والمصرفيين، في فندق بأنجأ نجمة، وعدم الإفراج عنهم الا بعدما يثبت كل موقوف على ذمة المال العام من أين له هذا؟ وأين أودع هذا؟ وباسم من أودع هذا؟ هو وصحبه وأفراد عائلته. فإذا كانت الودائع في لبنان، يكون آدمياً نسبياً، نصف حرامي، أما من نقل ودائعه المنهوبة أصلاً الى الخارج، فيكون حرامياً بشريطة، وفاجراً وساقطاً وابن زانية.
قال وليد جنبلاط إن حسان دياب لا شيء في حكومته. وأضيف وأصحح على مسؤوليتي: كم من حساسين تنعق في سماء الدولة وهي تساوي لا شيء، وكم من ذئاب تعوي في برية الجمهورية وهي تساوي لا شيء، لكنّها فعلت كل شيء وأكلت كل شيء ولم يبق شيء.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها