جورج يزبك

الثلاثاء ٢١ كانون الثاني ٢٠٢٠ - 08:11

المصدر: صوت لبنان

حكومات الـ prepaid

نحن في عصر جديد ينهي نظام الجمهورية الهالك.

انتهى دور العرّافين والمنجمين والقابضين على السياسة ومن السياسة.

انتهى زمن الأرانب والأكمام والسحر السياسي.

انتهى مفعول الهندسات الفوقية وتأليف برلمانات وحكومات الprepaid

وقرارات مجلس الوزراء المسبوقة الدفع سلفاً، المعلبّة في غرف مغلقة لا يحضر اجتماعاتها الا أربعة أو خمسةمن كبار البلد في الدولة، بل يبلغّون قراراتهم هاتفياً مع سبق الإصرار أنها نافذة على أصلها.

زودني الصديق يوسف الخوري بواقعةٍ فيها أن الرئيس السوري فارس الخوري دخل عام 1947 مقر الأمم المتحدة، بطربوشه الأحمر قبلدقائق من موعد الاجتماع الذي طلبته سوريا من أجل رفع الانتداب الفرنسي عنها.

قصد الجلوس على الكرسي المخصص لفرنسا، تاركاً المقعد المخصص لسوريا فارغاً.

دخل المندوب الفرنسي واعتقد أن فارس بك مخطىء في المكان. فبادره بأن هذا المقعد مخصص لفرنسا وأرشده إلى مقعد سوريا.لكنّ فارسبك بقي جالساً وراح ينظر إلى ساعته. واستمر المندوب الفرنسي على هذا المنوال لخمس  وعشرين دقيقة الى أن نفذ صبره، وبقي فارس بيكمستمراً بالتحديق إلى ساعته.

عندها، تنحنح فارس بيك ووقف وقال للمندوب الفرنسي: سعادة السفير، جلستُ على مقعدك لمدة خمس وعشرين دقيقة، فكدت أن تقتلنيغضباً وحنقاً، فكيف بسوريا التي تحملتكم خمساً وعشرين سنة.

وفي هذه الجلسة نالت سوريا استقلالها.

واليوم نقول للمحتلين الجدد وهم للأسف لبنانيون: تحملناكم كثيراً يا قوم، قصرّوا ولاية نيابتكم وارحلوا برائحة طيبة.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها