أنطوان صفير

الأربعاء ٢٩ تموز ٢٠٢٠ - 21:02

المصدر: صوت لبنان

حيادٌ وإنذار الفيغارو

 

ضَجَّ الإعلام والمواطنون وأهل السياسة،

بموقف البطريركية المارونية حول الحياد.

وسارع بعضٌ الى الهجوم والإستنكار،

بينما الحوارهو المطلوب، 

والتوافق هو المبتغى، 

والموالفة اللبنانية بين المكونات هي الأساس والهدف.


ويوم تنادي بكركي،

فهي تصرخ وجعا عن كل اللبنانيين،

وتخوفاً على مستقبل أسود بات أمام أعيننا….

ولا من يرفع الصوت!!!!

الا شباب لبنان في الساحات منذ السابع عشر من تشرين.

هذا الشباب المؤمن بوطن مستقر ومزدهر،

رغم المأساة والإساءات.


أمّا الزيارة- الإنذارالأخير لرئيس الدبلوماسية الفرنسية،

فهي بذاتها ناقوس خطر أكيد،

من دولة صديقة أرست مع وطن الأرز وأهله، 

علاقات تاريخية تعود الى الملك لويس التاسع القديس.

وهم فرنسا راعية مؤتمرات باريس الأول والثاني والثالث ومؤتمر سيدر،

تبلور سخطاً وإن مهذباً ،

ورفضاً وإنّ ناعماً،

لإنعدام مسؤولية متولي الشأن العام عندنا.

إذ أصبحوا بحكم الملقحين ضد كل إرادة تطوير وتغيير وإصلاح وتحديث.

إنها المأساة اللبنانية….. 

لقد صرفوا الأموال العامة والخاصة،

ووزعوا المغانم من كل نوع وفي كل صوب.

وحجبوا جيلاً بكامله عن المشاركة الديمقراطية الفاعلة والفعلية،

في القطاعين العام والخاص.

وانحصر الحضور باؤلئك الذين يقترعون ولا ينتخبون، 

ويلحقون بركاب هذا وذاك،

وأبنا ؤهم……هم أيضا سيصبحون بلا مدارس ربما!

وسياراتهم هي ، ستصبح يوم يرفع الدعم بعد استنفاد الاحتياطي، 

آلة جامدة كما القلوب التي أوصلتنا الى ما وصلنا اليه.

أمّا عنوان الفيغارو كبرى الجرائد الفرنسية،

حول ذهاب وطننا الى الجحيم،
فهو عنيف في الشكل،

ولكنه واقعي وللأسف في المضمون.

وخلاصة القول :

نعم الإصلاح مطلوب،

……والإصلاح الحاسم والحازم فورا ، 

مع إعتماد آلية فعلية لإستعادة المال المنهوب، 

والإقرار بإستقلالية القضاء فعلاً.

وتعميم التدقيق المحاسبي العميق الجنائي… نعم الجنائي،

من مصرف لبنان الى الدولة بمؤسساتها كافة،

الى المصارف ،

الى متعاطي الشأن العام في المواقع الرسمية. 
لأنّ حجز أموال الناس في البنوك، 

وإفلاس الدولة، وعدم تقديمها الخدمات …..لم يأت…

لأنّ الدولة قد أسرفت في الصرفيات ،

على المشاريع الخيرية والمنتجة والبنيوية والإنسانية،

بل لأنّ المال قد نُهب…..

ونقطة ليس بعدها كلام مُباح. 

 

علكم تتعظون ولن تتعظوا…..

والمطلوب مناقشة جديّة لطرح الحياد، 

وسواه من طروحات،
وقراءة موضوعية للإنذار الفرنسي،

وصحوة ضميرية لعنوان الفيغارو قبل فوات كل آوان…

وتبقى الكلمة للشعب….. ولو بعد حين .

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها