السبت ٩ أيار ٢٠٢٠ - 08:38

المصدر: صوت لبنان

خطّة الخُطى المنقوصة

طالعتنا الحكومة ببيان إنشائي من فئة المطولات الأدبية،

عرضت فيه خطتها الموعودة لإنهاض الإقتصاد المتداعي،

وإستنهاض الحقوق الهضيمة للمودعين والموظفين والمواطنين،  

بعدما تراجعت الليرة اللبنانية تراجعاً دراماتيكياً…. 

وتضرعاتنا أن لا يكون الآتي هو الأعظم.

مشكورة حكومة المستشارين على خطوتها،

بحيث أصبح هنالك خطة للمناقشة، 

أمضينا سنوات طوال دون خطط،

بسبب الصراع بين أهل السلطة،  

وتقاسمهم المغانم دون رادع قانوني أو أخلاقي أو أدبي من أي نوع.

نعم لقد أمضينا سنوات طويلة،  

قابعين في ظلمات خطابات الكراهية وإستثمار العصبيات، وإستمرار الفساد والإفساد،

حتى قامت إنتفاضة أهل لبنان لتقول كفى أو إستحوا….

لن نسكت بعد اليوم … 

قالها شباب لبنان وشابات لبنان،  

وقد اشبعتمونا وعوداً رنّانّة كاذبة،

وأتحفتمونا بربيع الإنجازات والخيارات الواهية،

وأغرقتمونا بالنفايات المنزلية والصناعيّة والسياسية والمذهبية.

فزاد الفقر وسيزيد…. ولا أحد من أهل السلطات يُبالي!

مُستندين على تاريخ طويل لبعض المواطنين،

وهم….. للزعيم خاضعون،

….وأمام الشخصيات الكرتونية خانعون ، 

….وأمام السلطات المدنية والدينية التي لا تستحق ألقابها، 

ولا تستاهل مواقعها ولا تثور إلاّ دفاعاً عن ذاتها ومصالحها…..منحنون.

خطّة الحكومة منقوصة إذ طرحت عناوين فضفاضة، 

دون آليات تنفيذيّة تؤدي الى تحقيق الأهداف المرسومة ضمن المهل المعقولة، 

وأكثر ما لفتني هو السعي الى إسترجاع أموال منهوبة، 

بما يوازي عشرة مليارات من الدولارات وذلك في فترة 5 سنوات.

والسؤال : كيف إحتسبت الحكومة هذا المبلغ؟

وإستناداً الى أي معطيات أو واقعات؟

والحقيقة تقال : لا عشرة مليارات مطلوبة بل عشرات المليارات المنهوبة،

لا من المال العام فحسب بل من تعب الناس ومستقبلهم المُقلق.

سياسيون وإداريون وأصحاب سلطات نهبوا مستقبلنا وما شبعوا ،

فلا تأتي بعض الأحكام على بعض ” الصغار” سعياً الى عدم توريط بعض “الكبار”.

وبعد ثورة ١٧ تشرين صَدِّقوني……..

تغيّرت معالم اللعبة،

وتبدّلت معايير السياسة. 

وإنّ لم نرالتغيير قد حصل،

فلأن السلطات المتحكمة بنا متجذّرة هنا وهناك، 

ولكن قوة الشعب كقوة المياه لا تُحبَس…… ولن تُحبَس.

وأبرز الدلائل أنهم لم يستطيعوا تحمل الحديث عن إنتخابات مبكرة،  

……وكيف يتحملون!؟

وملايينهم التي صُرفت لشراء الضمائر،  

لم يستطيعوا إستردادها وجنى الثروات من السلطة،  كما هي الحال في السابق. 

إذ أُفرغت الاموال العامة، 

وجُمِّدت الأموال الخاصة،

وقُضي على الإقتصاد الحر،

وضربت الثقة بالقطاع المصرفي،

بعدما قامت هندسات مالية، جنى من جنى منها مليارات الدولارات.

ونعود وبكل وقاحة ……. لنستقتطع من الأرملة والمعوق وأبناء الشهداء.

ونعود لنعيق قوانين الحماية الاجتماعية…. كضمان الشيخوخة وما سواه.

أننا نعيش في جمهورية الوقاحة الكلية…والبعض يسترسل بالكلام الفارغ، 

في متلازمة ثقيلة: كلامٌ فارغٌ، وجيوب فارغةٌ،

والأقسى، ضمائر فارغة من الضميروالإنسانية معا .

وإذا كانت الخطّة منقوصة الخطى،

فإنّ خطى الثورة  الثابتة القابعة في القلوب والضمائر، 

حيث الشباب اللبناني الحرالغض،  

لن تبقى حائرة قابعة،

بل سيكون الغضب ليبدل الإعوجاج.

 

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها