جورج يزبك

الأثنين ١٤ أيلول ٢٠٢٠ - 08:09

المصدر: صوت لبنان

رفع العلم الأبيض

يستيقظ لبنان هذا الصباح على اساس ان الحكومة ستولد ان لم يكن بصدور المرسوم على الاقل بايداع مغلف الاسماء رئاسة الجمهورية. نعم يجب قولها بشكل واضح، الفرنسي الفها هذه المرة، لكن الفها للبنان وليس عن لبنان، الفها بتسهيلات خارجية رغم التعقيدات الداخلية.
في الخارج، جاء عامل التسهيل من العقوبات الاميركية التي طالت اسمين يرمزان الى مرشح لرئاسة الجمهورية، والى مالك حقيقي للبرلمان طوال اكثر من ربع قرن، والقاسم بينهما التماهي مع حزب الله الى حد الذوبان.
في الداخل، كانت عقدة وزارة المال، وكانت باريس امام احتمالين، تغيير كل قواعد الاشتباك وطرح المداورة بدءاً من وزارة المال وفي هذا انقاذ للطائف واستبعاد للمثالثة، والاهم انقاذ للوضع المالي، او الاتيان بوزير شيعي للمال من خارج الاسماء العشرة التي تعهد بري بتقديمها الى ان يقتنع الرئيس المكلف والجهات الداعمة له بواحد منها.
هل استسلم الرئيس بري ورفع العلم الابيض من خلال البيان السلمي الصادر عن مكتبه امس طارحاً عدم المشاركة في الحكومة لكن مع اقصى الدعم؟ هل استسلم رئيس التيار جبران باسيل رافعاً العلم الاميركي من خلال ترسيم الحدود والقرار ١٧٠١ وعودة حزب الله من سوريا، ورافعاً ايضاً علم الطائف وعلم الموارنة من خلال طرحه المداورة ورفضه المثالثة وتبنيه ولو عن بعد طرح الحياد؟
الجواب ان الرئيس الفرنسي لم يأت عبثاً الى لبنان مرتين في أقل من شهر، ولم يحدد عبثاً مهلة اسبوعين، ولم يضع رصيده السياسي عبثاً في الوحول اللبنانية. القوى السياسية في الزاوية، حزب الله صامت، ايران تتحدث عنه وتتوعد البحرين والامارات، وصولاً الى سلطنة عمان التي اكتفت فقط بالتهنئة في عمليات التطبيع مع اسرائيل.
وفي كل الاحوال فتشّ عن العقوبات.

 

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها