الأثنين ٣١ كانون الأول ٢٠١٨ - 08:19

المصدر: الحدث

سامي الجميّل يدفع ثمن اختراقه المنظومة الإقليمية في لبنان

يشبه المراقبون الذين تابعوا تطور الخريطة السياسية والحزبية اللبنانية خلال العام 2018 ما قام به رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل في الإنتخابات النيابية الأخيرة، بما سبق لشقيقه الوزير والنائب الراحل الشهيد بيار الجميل أن قام به قبل 18 عاما في انتخابات العام 2000.
ويوضح هؤلاء وجهة نظرهم بالقول إن الراحل بيار الجميل نجح من خلال خوضه الإنتخابات النيابية عام 2000 في اختراق منظومة الإحتلال السوري السياسية، ووصل الى مجلس النواب بنشاط وامكانات فردية رغما عن قرار شطب حزب الكتائب من المعادلة الوطنية اللبنانية الذي كانت سوريا وحلفاؤها في لبنان قد اتخذته من خلال وضع يدها على حزب الكتائب وتدجين قراراته السياسية وتحييده عن دوره الوطني والكياني الذي عرف به تاريخيا.
وقد أعاد النائب سامي الجميل في انتخابات العام الماضي التجربة ذاتها، فواجه منفردا المنظومة الإقليمية والمحلية التي سعت الى معاقبة الكتائب على معارضتها لصفقة التسوية التي تخلى بموجبها أطراف هذه التسوية عن القرارات السيادية لحزب الله وحلفائه الإقليميين في مقابل حصولهم على بعض المواقع والمناصب في تركيبة الدولة اللبنانية. وكما نجح شقيقه الراحل الشهيد بيار الجميل في اختراق المنظومة السورية، نجح النائب سامي الجميل في اختراق المنظومة الإقليمية التي أمسكت بمفاصل القرار الإستراتيجي في لبنان من خلال وصوله الى المجلس النيابي.
ويرى المراقبون أن الماكينة الإعلامية للمنظومة السياسية الإقليمية والمحلية التي تمسك بمفاصل الوضع اللبناني تتعمد خوض حرب دعائية لتحويل الأنظار عن حقيقة “الإختراق” الذي حققه النائب سامي الجميل بمنعه شطب حزب الكتائب من المجلس النيابي لمعاقبته على رفض الإشتراك في الصفقة التي سلمت القرار الإستراتيجي للدولة اللبنانية الى الخارج، وتحويل هذا “النجاح” الى فشل من خلال حرب نفسية على القيادة الكتائبية كما على قواعد الحزب لإجبار الكتائب على تغيير تموضعها المعارض والرضوخ لشروط “صفقة التسوية”.
وفي اعتقاد المراقبين فإن الكتائب ستكون في العام 2019 أمام تحديات جديدة فإما أن تبني على نجاحها في منع شطبها من المعادلة السياسية اللبنانية لتقود معارضة حقيقية على المستوى الوطني تعيد للدولة اللبنانية حضورها وسيادتها ودورها في المجالات السياسية والإقتصادية والعسكرية والأمنية والإجتماعية والقضائية والإدارية والإصلاحية كافة على غرار دورها في معارك الإستقلال عام 1943 والحفاظ على السيادة عام 1958 و1975 و2005 وغيرها وإما أن ينجح خصومها في استدراجها الى حالة من التخبط الداخلي والوطني لمنعها من لعب دورها التاريخي في الحفاظ على نفسها وعلى الكيان اللبناني.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها