عباس الحلبي

الأثنين ٣٠ أيلول ٢٠١٩ - 07:45

المصدر: صوت لبنان

سلام بِلا حدود

“سلام بِلا حدود” نداء أطلقه بناة السلام وتوطيد علاقات الإحترام والصداقة في تجمّعٍ كبير عُقِدَ في مدريد بناءً على دعوة من المنظمة الإيطالية العالمية سان إيجيديو منذ أيام.

مجموعة كبيرة من القيادات الدينية والممثِلة للديانات السماوية وغير السماوية وباحثون وأكاديميون ورجال سياسة وناشطون إجتمعوا تحت شعار السير معا” وعدم المواجهة ودعوات للسلام الذي لا يمكن تجزئته فإما الجميع ينعم به وإما لا أحد يستطيع أن يتمتع بِخَيره.

والموضوع الحاضر في كل المراحل كان موضوع اللاجئين والنازحين قَسرا” الذين يُقَدَّر عددهم على المستوى العالمي بحوالي السبعين مليونا”، ودعوة إلى النظر بالمسببات والنتائج وإدانة لإغلاق الحدود في وجههم وحرمانهم من الأمان الذي يطمحون إليه.

          أما تحمّل الأعباء الناتجة عن اللجوء والنزوح القسري فهو إختبار للتعاون الدولي الذي لم يبلغ للآن درجة متقدمة ونحن في لبنان نعرف ذلك تماما” كما انه يقتضي التركيز على قضايا العنف وعدم المساواة والمشاكل البيئية والمناخية ومحدودية الموارد ودعوة لفتح المرافئ المغلقة وإزالة الجدران بغية تحقيق أهداف التنمية المستدامة كما أعلن فيلبو غراندي المفوّض السامي لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة.

          قضايا الحوار وما يثير من عقبات وإلتباسات وأزمات وحلول كانت على طاولة البحث في العديد من ورش العمل والطاولات المستديرة وأحدها الحوار بين الشرق والغرب وما يثير طرح هذا الموضوع من ضرورة توضيح محدودات الحوار ومخارجه وأثره وإنعكاسه على العلاقات بين العوالم المختلفة إذ أن الشرق ليس شرقا” واحدا” والغرب مثله ليس غربا” واحدا”.

وتبدو لنا صورة الغرب كثيرا” ما حكمها التشويش إذ أن فئات واسعة في منطقتنا تعتقد أن الغرب هو سبب إنعدام الإستقرار نتيجة سياسته المستندة في جزء منها إلى نظرية صراع الحضارات بدل تفاعلها مع محمولاتها التاريخية لجهة تكريس فكرة التصادم ضد الآخرين وإضفاء البُعد الحضاري على الصراع بالنكهة الدينية بدل البعد الإيديولوجي الذي كان سائدا” سابقا”.

          هذه الإيديولوجية تُحيي شياطين الماضي القريب والبعيد في النظرة إلى الشرق وإلى مشرقنا العربي تحديدا” بنظرة إستكبار وإستعلاء نتيجة التفوّق التكنولوجي والرفاه الإجتماعي والإستقرار السياسي والإقتصادي.

          وبالرغم من كل هذه الإلتباسات كان إجماع ان ليس غير الحوار سبيلا” لمعالجة القضايا ولبنان هو أحد أمثلته البارزة في إقرار إنشاء الأكاديمية العالمية للحوار والتلاقي فيه وفتحه الأبواب بالرغم من كل مصاعب البلد لأفواجٍ من اللاجئين حلّوا بين أهالي البلد يرتزقون ويعيشون بأمان وإن كان بِغَير رفاه نتيجة تقاعس الدول الأخرى عن مَدّ يد المساعدة لهم كما وعدوا سابقا”.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها