أنطوان صفير

الجمعة ٤ تشرين الأول ٢٠١٩ - 07:50

المصدر: صوت لبنان

سوء الرؤية الذي حول مستقبل لبنان

تخطّت الأمور في الأسبوع المنصرم، بعض الحدود المرسومة منذ ما يقارب الثلاثة عقود خصوصاً على الصعد الإقتصادية والنقدية وطبعاً الإجتماعية.

نعم، كي تبقى الأمور مضبوطة فقد تكلفنا كلبنانيين وتكلفنّا بمليارات ومليارات من الدولارات، أضف اليها الحوكمة غير الرشيدة التي عاثت أفعالاً، وإفساداً، ونهما ما بعده نهم الى السلطة والمال وجمع الثروات…… وكلنا بها عالمون.

كان الاسبوع الفائت بما حَفَل به من فوضى في السوق، وإنعدام ثقة متزايدة وكأنه جرس إنذار …ربما أخير قبل أن يحصل شيء ما. عساه يكون إسترداد ما يناهز المئتي مليار دولار أُخذت من جيب المواطن، ومن روح الإقتصاد، ومن توازن النقد، ومن درجة الخدمات الإجتماعية، ومن الخطط المُنتجة، ومن كل قطاع وبيت ومواطن حتى باتت الهجرة النفسية والعقلية خياراً واحداً أحداً.

لا …ان الحكام يتحملون مسؤولية فعلية لا أدبية فقط، وليس التراجع السريع وليد الأمس واليوم، بل نتاج عدم رؤية، وإنعدام وزن، وعدم تحرك عند الضرورة، وإنتشار ثقافة العمولات بدل تشجيع المشاريع المُنتجة والخيارات الإقتصادية الصائبة.

مطلوب صحوة ضمير….لا أعرف مداها. ومطلوب عودة الى العلم والخبرة عبر تشكيل حكومة أخصائيين تعمل كخلية- أزمة لإنتشال الإقتصاد، وحماية الصناعة، وتحصين النقد، والحد من البطالة، وتخفيض حجم القطاعات العامة غيرالمنتجة، ودعم الصادرات، وتأهيل المرافق الحيوية والبنى التحتية ليس عبر المديونية التي تغرقنا اكثر فاكثر، بل عبر اعتماد BOT بحيث يتشارك القطاعان العام والخاص طبعا دون عمولات، والا سيكون الغد اشد ايلاما من الأمس واليوم بسبب سوء الرؤية التي رهنت وحولت مستقبل لبنان. 

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها