جورج يزبك

الجمعة ٢٧ تشرين الثاني ٢٠٢٠ - 10:48

المصدر: صوت لبنان

سياسة الرسائل

بالرسائل وحدها لا ينقذ لبنان المريض ولا يحيا لبنان الميت من تحت أنقاض المرفأ ومن تحت ركام السياسة.

رسالة المحقق العدلي القاضي فادي صوان لرئيس المجلس يفهم منها أنه ليس في وارد اتهام الوزراء ورؤساء الحكومات. يعني ترقيع.

رسالة الرئيس بري الى صوّان وكأنه يقول له ” اعمل شغلك” وفق الدستور والقوانين. يعني لعبة بينغ بونغ فوق ركام المرفأ وشهدائه.

رسالة رئيس الجمهورية الى رئيس المجلس يشتم منها أن اللهم اني بلغت وليتحمل المجلس مسؤوليته في التحقيق الجنائي. يعني هوبرة.

رسالة البطريرك الماروني الى الرئيس الحريري تشكل تبرئة لرئيس الجمهورية وتحميلاً للرئيس المكلف مسؤولية عجزه عن التقدم بحكومة انقاذية استثنائية غير سياسية وغير حزبية. يعني لا حكومة.

رسالة الرئيس الفرنسي لنظيره اللبناني ومفادها دعوة القوى السياسية لتضع جانباً مصالحها الشخصية والطائفية والفئوية من أجل تحقيق مصلحة لبنان، تشكل تبرئة للرئيس المكلف وتحميلاً لرئيس الجمهورية وحلفائه مسؤولية تعطيل التأليف. يعني بالعربي الفصيح انضمام باريس الى واشنطن بمنع تأليف حكومة حزبيين، ما يجعل الرئيس المكلف ملزماً بسحب وعوده السابقة للثنائي الشيعي وللتقدمي والمردة والقومي، أي العودة الى صف مصطفى أديب مع فارق أن الأخير التزم بالتعليمات ولم يجتهد كما فعل الحريري. وبالتالي يكون الحريري قد حجز لنفسه السراي ومنع على أي سنّي تسوله نفسه رغبة الاقتراب من هذا المكان، مع بقاء حسان دياب مقيماً في هذا المجمّع الذي لو بقي لغيره لما آل اليه. وكل هذا يعني تباعد سياسي ولا حكومة قبل استلام الادارة الاميركية الجديدة.

 

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها