جورج يزبك

الثلاثاء ٧ كانون الثاني ٢٠٢٠ - 07:48

المصدر: صوت لبنان

صانع الجمهورية

الرئيس سعد الحريري يستند الى طائفته في التكليف فيخذله في التأليف أصحاب الحقوق في الطوائف الأخرى.

والرئيس حسان دياب خذلته طائفته في التكليف فاتكل على هؤلاء في التكليف والتأليف.

هذه حال لبنان ولن تتغير. القوي في طائفته وفي علاقاته الخارجية يحاصر ويراقب ويدّس بوديعة وأكثر في حكومته خوفاً من فلتانه واستقوائه واستعلائه. أما الضعيف في الداخل والخارج فيقوّى ويعطى من يده ويمنح ما حجب عن غيره لإبقائه على قيد الحياة سياسياً. لهذا السبب منع الرئيس الحريري من تأليف حكومة تكنوقراط ومنح حسان دياب أو سيمنح كل عدة التكنوقراط بما يتيح له التأليف الا اذا كان اغتيال اللواء قاسم سليماني قد غيّر في قواعد الاشتباك الحكومي في لبنان. في أي حال، من هذا الباب دخل دياب أو سيدخل نادي رؤساء الحكومات والا لبقي وزيراً سابقاً للتربية تخلى عنه حتى من كان له الفضل في اكتشافه. ولاكتمال المشهد، فإن حزب الله الذي سعى لاختراع اللقاء التشاوري كناد بديل للحالة السنية الممثَلة بتيار المستقبل، كان يدرك سلفاً ويخطط أصلاً لبلوغ الديابية السنيّة أو الخطيبية أو حتى الصفدية كبديل عن الحريرية والميقاتية والسلامية بعدما ضمن العونية المارونية. هكذا يصبح كل النتاج حزبوياً. حزب الله صنع رئيس الجمهورية الماروني. حزب الله سيصنع هذه المرة رئيس الحكومة السني. وغني عن التعريف أن حزب الله صانع دائم لرئاسة المجلس.

في لبنان، يضحك كثيراً من يضحك أخيراً، ويربح كثيراً من يخطط طويلاً وحزب الله يتقن قواعد اللعبة. متى يتعلم ومتى يصبح الموارنة أبناء كارٍ لا ذوات عارٍ يتلذذون بجلد بعضهم ويتذوقون المشي وراء أشخاص، ويقبلون بالصف الثاني وبالتراتبية الدونية شرط ضمان الوصول الى الكرسي الأول مهما كان الثمن.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها