جورج يزبك

الثلاثاء ٢٣ حزيران ٢٠٢٠ - 07:23

المصدر: صوت لبنان

صحّ النوم يا عباقرة

صحّ النوم يا عباقرة. حمّام الهنا، كان ذاك في الزمن الجميل. اليوم تتكرر هذه المسرحيات لكن في زمن مش ولا بدّ وبقالب درامي.
كل يخيط ثوبه على مقاسه، باستثناء لبنان الذي غالباً ما يشتري خالص. انتهى هذا الزمن.
انتهى زمن الحقائب والشنط والأكياس. انتهى موسم المجاني و”البلاش” حتى بين لبنان وأشقائه، وبدأ مفهوم دراسة المخاطر في بلد، القطاع العام فيه ماض في الهدر والقطاع الخاص في الفقر. صار لبنان عقاراً خاضعاً للكشف والتخمين وإتمام معاملات الرهن تمهيداً لالقاء الحجز عليه مقابل بعض المال، هذا إذا دفع المال واقتنع أصحاب الرأسمال.
مشكلتنا أننا نتقن كل اللغات واللهجات والمحكيات الا اللغة اللبنانية. وبعد غد الخميس، تجرى مباراة في اللغة، فقط في إحدى لغات الشرق، خوش أمديد، أو ما يعادلها روسياًً
dobro pozhalovat’
أو صينياً
Huānyíng
لكن الأمين العام لحزب الله لم تفته كلمة BOT وهو يروّج لصندوق نقد ايراني أو صيني أو روسي.
مشكلة الرئيس عون الغربي الانتماء بالأصل، الفرانكو-ساكسوني اللسان، أنه تعلم هذه اللغات المحكية اليوم على الأرض السورية عن كبر، وأصلاً لا رغبة له في اتقانها، شأنه في ذلك شأن من يتعلم السوق عن كبر، سيبقى مشدوداً الى المقود خوفاً من سائق أرعن وما أكثر حوادث السير، أو مخافة تشليحه رخصة السوق.
المهم الأ تخرج العربة عن مسارها واتجاهها، فالسائق لبناني بالتأكيد رغم وفرة الركاب من لون واحد. بل الأهم ترك الرصيف ومغادرة المحطة وإخراج لبنان من منتظر دائم الى منتصر دائم.
صار لبنان بعيون الخارج، عرباً وغرباً، بنكاً وصندوقاً، زبوناً يفحص سجله، وتدرس ملاءته قبل أن يستجاب طلبه. لم نعد في زمن “اسألوا تعطوا، اطلبوا تجدوا، اقرعوا يفتح لكم”. بالإذن من إنجيل متى.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها