صلاح سلام

الخميس ٢٣ تموز ٢٠٢٠ - 08:40

المصدر: صوت لبنان

عرس وطني في الديمان

تصل إلى الديمان بعد رحلة ممتعة على الأوتوستراد الجديد الذي يصل إلى بشري، فترى أن المقر تحوّل إلى خلية نحل، يعج بالوفود السياسية والنقابية والمهنية القادمة من مختلف المناطق الوطنية، وتجسد مكونات النسيج اللبناني بأبهى ألوانه.

 الحركة على المدخل وفي البهو الداخلي توحي وكأن المقر الصيفي للبطريرك الماروني في عرس وطني، والحشود جاءت تهنئ سيد الديمان على موقفه الشجاع والجريء، في دعوته لرئيس الجمهورية إلى تحرير الشرعية والقرار الوطني من الحصار الحالي، وإعلان حياد لبنان عن الصراعات والمحاور في المنطقة، دون التخلي عن الإلتزام بالقضية الفلسطينية. حتى الديبلوماسيون قصدوا الديمان ليطلعوا من البطريرك الراعي مباشرة على الأجواء التي أحاطت بمبادرته، والنتائج المتوخاة منها في تغيير الواقع المضطرب بالبلد، وإمكانية إستعادة التوازن في المعادلة الداخلية.

 يستقبل سيد الديمان زواره بإبتسامة تنطوي على كثير من الترحيب والإرتياح، كما حصل مع وفد «لقاء الجمهورية»، حيث إستذكر مع رئيس الوفد الوزير السابق ناظم الخوري، ذكريات تعاونهما في العمل الإجتماعي، وتخفيف معاناة الناس منذ أكثر من أربعين عاماً، قبل أن تجمعهما الظروف مرة أخرى في مرحلة تولّيه مطرانية بلاد جبيل .

 يتحدث البطريرك عن المبادرة، التي كسرت الجمود القاتل في الحركة السياسية، في فترة كورونا، وتحت ضغوط المحنة الإقتصادية والمعيشية الخانقة، مؤكداً أنها بتصرف كل اللبنانيين، لأنها تهدف إلى إنقاذهم من الأزمات التي يتخبطون فيها، وتُعيد فتح أبواب المساعدات العربية والغربية، بعد تنقية العلاقات مع الأشقاء والأصدقاء، وعودة لبنان إلى دوره التقليدي في الحياد عن المحاور المشتعلة في المنطقة.

 في الديمان لا تسمع عبارات التحدي، ولا لهجة الإستفزاز. لغة العقل والحكمة هي السائدة، والدعوات بتجاوز الوطن المحنة الراهنة تحتل المساحة الوافية من اللقاء، لأن اللبنانيين لا يستحقون الوقوع في هذا الإنهيار المخيف.

 تخرج من الجلسة مع سيد الديمان وإيمانك أقوى بأن لبنان سينتصر على محنته، وأن الإبتسامة ستعود إلى وجوه اللبنانيين، وأن هذا الليل الرهيب سينجلي!

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها