عباس الحلبي

الأربعاء ١٥ نيسان ٢٠٢٠ - 12:16

المصدر: صوت لبنان

في العالم ازمة وفي لبنان أزمات

في العالم ازمة وفي لبنان أزماتٌ إقتصاديةُ وماليةٌ وإجتماعيةٌ تتراكم فوق أزمة سياسية عميقة إنتفَضَ عليها اللبنانيون في 17 تشرين وجاءَت الكورونا لتلقي

بِثقلٍ إضافيّ فوقها لدرجة أنَّ تزاحمها أشاحَ النظر والإهتمام عن ذكرى 13 نيسان المشؤومة. 

لقد تعوَّد ملحم خلف قبلَ أن يصبِحَ نقيبا” للمحامين وهو الناشط على رأس فرح العطاء وفي المجتمع المدني أن يتولَّى التنسيق لإقامةِ هذه الذكرى سنويا” وكنا في عدادِ الذينَ وقفوا معاً السنة الماضية على درجِ المتحفِ الوطني لتلاوةِ صلاة وإبتهال دعاء وتوجيهِ دعوات للبنانيين للوحدة ونبذ التفرقة والتجمع على نقاط التلاقي والإبتعادِ عن نقاطِ الخلاف. 

ما نعيشه حاليا” هو نتيجة 13 نيسان المشؤومة التي وإن مضى عليها أكثر مِن خمسٍ وأربعينَ سنة إلاّ أنها كانت إيذانا” بِما آلَت إليه أحوالنا اليوم. تحوَّلت بلاد البخور والعسل إلى جحيمِ التقاتل، وانتقلَ العيش الرغيد إلى متاريس مسلَّحة، والشعب الواحد إلى شعوبٍ متناحرة، والأخطر أن اللبنانيين لا زالوا يكررون مآسيهم بِيدِهم وملء إرادتهم. 

لدى معاينة واقعنا اليومي والأزمات التي نعانيها وقصور وحتى غياب المعالجات يتساءل المرء كيف لهذا الشعب الصمود ومِن أينَ له إمكانية مواجهةِ هذه التحديات وما هي الوسائل المتوفّرة لديه وماذا تركَت له السلطة مِن موارد في معركةِ المواجهة هذه بدليل ما بدأ يرشح من عناوين لما اطلق عليها خطة الحكومة للأصلاح المالي والمصرفي وتتلخص:

محاولة السطو على مدخرات اللبنانيين وتجريم القطاع المصرفي لاسدائه القروض للدولة وتبرئة الطبقة السياسية وزراء وزعماء وازلام من الهدر والسرقة للمال العام طيلة عشرات السنيين

ترغب الحكومة باجراء تدقيق على القطاع المصرفي بينما المطلوب التدقيق بحسابات الدولة باقرار قوانين قطع الحساب لان ودائع اللبنانيين هي هنا لدى الدولة التي عوض توظيفها في مشاريع استثمارية منتجة صرفتها على الزبائنية في الادارت والمجالس والهدر في الكهرباء والسرقات في التعهدات والصفقات.

سنوات مرت على اقرار مؤتمر سيدر والسلطة تتسلى بوزير لنا ووزير لكم وهذا الرئيس او لا رئيس فذهب سيدر في حمى الكورونا وكان مؤملا ان يأتي بالاموال التي هي الوسيلة الوحيدة التي تعطي املاً بالنهوض. فمن اضاع هذه الفرصة والكثير غيرها.   

على اي حال نحن في فترة الاعياد بالرغم من قساوة الظرف وبحاجة إلى نفحةٍ روحانية جديدة تنبعث في أيامِ القيامة. تشتاقُ الكنائسُ للمصلين، والمساجد إلى الخاشعين الراكعين والمجالس إلى حلقاتِ الذكر. ولكن يبدو لافتا غيابِ المرجعيات الروحية عن مصاعب حياة اللبنانيين إذ أنَّ المؤمنين اليوم هم الأكثر حاجة لسماعِ كلمة طيبة إيجابية وفعل منفتح تجاه المحتاجين والفقراء والمهمَّشين والمرضى والعاطلين عن العمل تأتي مِن أباء الكنيسة وعلماء الدين فلا تزداد الهوّة بين الناس ورعاتهم. 

فصح مجيد وشعنينة مباركة.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها