جورج يزبك

الثلاثاء ٢٤ آذار ٢٠٢٠ - 09:09

المصدر: صوت لبنان

كلام ترامب وصمت عون

بدل أن تستدعي الخارجية السفيرة الأميركية وبدل أن تسألها عن ظروف مغادرة عامر الفاخوري لبنان، كان الأجدى بسؤال السلطات البلدية لا البديل الأميركي. ليست واشنطن من اتخذ القرار القضائي، هو القضاء اللبناني، وليس أي محكمة، المحكمة العسكرية. وليس أي قاض. ضابط في الجيش اللبناني طبق القانون اللبناني.
ليست السفيرة شيا من أمنّت خروج السجين بصندوق لشحن المعدات الموسيقية ومكبرات الصوت على طريقة هروب كارلوس غصن من طوكيو. عامر الفاخوري خرج من بيروت من الباب العريض، فدخل المجرمون بكاتم الصوت الى المية ومية. الفاخوري غادر معززاً سياسياً، مكرّماً بقرار قضائي استُمزج قبل أن يُلفظ، وسرّب قبل أن يصدر. العميد حسين العبدالله قام بواجبه السياسي قبل أن يلفظ حكمه القضائي، استشار قسمه العسكري، وبيئته الصديقة وغير الصديقة، قبل أن يكتب حرفاً واحداً من مفردات حكمه . ومن لا يصدّق فليسأل صحيفة الأخبار. واذا كان عامر الفاخوري عميلاً أو آمر سجن أو فاعل شر، فلماذا أخلي سبيله؟
واذا كان سلوكه كآمر سجن الخيام يستحق المؤبد والأشغال الشاقة، فهل سلوك نزار زكا الجيد في السجون الايرانية هو الذي عجّل بالافراج عنه بعدما أدانته طهران بالتجسس وحكمت عليه بالسجن عشر سنوات؟
وبعد كل هذا الضجيج اسمحوا لي أن أصدّق اثنين فقط: كلام الرئيس الأميركي وصمت الرئيس اللبناني.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها