عباس الحلبي

الأثنين ٧ أيلول ٢٠٢٠ - 13:32

المصدر: صوت لبنان

لبنان صعب لكنه ممكن

حط الرئيس الفرنسي Emmanuel Macron في بلادنا بمناسبة مئوية إعلان دولة لبنان الكبير فوجد ارضاً محروقة بالتعقيدات والتناقضات. فالعاصمة جزؤها مدمَّر وجزؤها الآخر حزين لا حركة في الأسواق ولا في المدارس والجامعات ولا نشاطاً اقتصادياً في القطاعات، بل زحمة جمعيات ومتطوعين ومتطوعات لتقديم وجبة غذاء او تأمين دواء او اسعاف مسن او تصليح وترميم ما يسهلُ تصليحُه وترميمُه في محاولة لإعادة السكان المنكوبين إلى بيوتهم المدمرة. 

بعض الحراك توجس شرا من مبادرة الرئيس الفرنسي ذلك انه رأى فيها تعويماً لطبقة سياسية فاسدة يعتبرها في حكم منتهية الصلاحية وان البلد يحتاج إلى تنظيم انتخابات نيابية مبكرة لبدء عملية التغيير املا باصلاح الاوضاع. ومرد الخشية أن تستغل هذه الطبقة المختصة بفنون الإنتهازية المبادرة لتمديد أمد بقائها والاستفادة من السعي الدولي ومن الاموال التي قد تأتي للاغاثة او لإعادة الاعمار لمصلحة الجماعات المافيوية ذاتها التي خرَّبَت لبنان وسرقت خيراته.

اما الرئيس الفرنسي الساعي إلى انقاذ التوأم فهو مع معرفته بهذه التحفظات جمعيها يغرف من ينبوع الواقعية ويرى أملا في مخرج للأزمة المستعصية انقاذا للبنان الكيان والدور والدولة وهو يمثل المرجعية التي كانت وراء انشاء الكيان منذ مئة عام ولا تزال ترى فيه نموذجا صالحا للتعددية وللحرية للمئة العام القادمة. 

فبرأيه تقضي الواقعية التعامل مع الطبقة السياسية مع المعرفة التامة بمفاسدها لسلوك درب التغيير المطلوب بالزامها الانصياع للارادة الشعبية المغطاة بالحصانة الدولية ممثلة بالدور الفرنسي.

خطة الرئيس واضحة ووزعت على القوى السياسية وكان من نتائجها انجاز التسوية حول اختيار رئيس الحكومة المكلف والتحدي الماثل أمامه هو بمنحه حرية الحركة لاختيار فريق عمل منسجم يتمتع اعضاؤه بالكفاءة والنزاهة والخبرة والاستقلالية وعلى هذا الفريق تقع مسؤولية اتخاذ الخطوات العملية وتنفيذ البرامج باحداث صدمات اصلاحية ايجابية تبشر بعودة الثقة إلى الدولة والوطن.

الثقة مفتاح الحل ومفتاح الفرج.

لبنان لا يحتمل الانتظار فلقد ضيعت حكومة حسان دياب سبعة اشهر كانت كافية لوحدها بتصحيح المسار والبدء بعملية النهوض.

الحكومة الجديدة عليها العمل فوراً وعلى الناس منحها فرصة هي فرصة البلد لالتقاط انفاسه والحراك ان ينتظم في جبهة عريضة واضحة القيادة والبرنامج المشترك وإلا فإن التغيير يبقى عصيا. 

واردد كما دوما لبنان صعب لكنه ممكن.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها