عباس الحلبي

الأثنين ١٠ آب ٢٠٢٠ - 11:49

المصدر: صوت لبنان

للشهداء الأبرار الرحمة وللجرحى الشفاء وللمسؤولين العار والبلاء

بلدُ العيد والفرح منكوب قبل أن يحدث الإنفجار. منكوبٌ بسلطتِهِ الفاسدة وحكومته الفاشلة وقلَّة مسؤوليتهم جميعاً دون إستثناء. مَن يسمع مدير الجمارك ومسؤولي المرفأ يستخلص أن لا مسؤول في هذا البلد يتحمَّل مسؤوليته. هل فعلاً حدث إنفجار المستودع من نيترات الأمونيوم أم هناك بِجانبه ما أشعله ومَن أشعله؟ 

الحقيقة لا تُعرَف في هذا البلد. فَكَم مِن ملف جرميّ فُتِحَ وأحدَثَ ضوضاء في الإعلام واختفى ولَم يعرف الناس نتائجه.

الكل مسؤول ولكن مَن يحاسب المقصّرين المتواطئين المتخلّين عن مهامهم. السلطة لَم تعيّن مسؤولين بل محاسيب وأنصاراً وعلى قاعدة الزبائنية. هذه هي النتيجة بلد متروك مُهمَل لا أحد مسؤول فيه. ويتشدَّق رئيس الحكومة بأنه سيحاسب وأنه والرئيس يعدان اللبنانيين بأنَّ الجريمة لن تمر مِن دون عقاب. مَن يصدِّقهم مِن اللبنانيين فَليعلن ذلك صراحةً لأنَّ لا أحد مِن اللبنانيين يصدِّق حكامه لأنهم لَم يتَعوَّدوا سماع الحقيقة على ألسنتهم ولا ثقة من الناس بهم.

لَم نرَ مسؤولاً تَرَكَ مقعده الوثير وجالَ ليشدّ بأيدي الناس المنكوبين ويحنو على المفجوعين، وكأنَّهم غير معنيين بعذاب الناس ومعاناتهم وجاءَ الرئيس الفرنسي ليفضح تقصيرهم. 

اللبنانيون الناجحون أصحاب الكفاءات والإمكانيات يشغلون في كل مكان الصدارة في المرافِق حيث يتواجدون في كل أنحاء العالَم. وعندما يعودون إلى بلادهم وموطنهم يجدون أنفسهم محكومين مِن قِبَلِ عصابةٍ مِن الفاسدين الفاشلين. إلى متى سيبقى اللبناني أسير هذه السلطة. 

حرام لبنان يستحق غير هؤلاء. يتوق البعض إلى دولة حضارية ويستذكر حتى عهد الإنتداب. فيه بُنِيَت المؤسسات وجاءَت المرحلة الراهنة لتدمّرها. 

يكفي العار أن تناشِد الجموع الرئيس الفرنسي بِعَدَمِ تقديم المساعدات إلى الدولة بل إلى المجتمع المدني والأهلي وما هي هذه الأيادي مِن شاباتٍ وشباب لبنان التي تجمَّعَت لِرفعِ الركام ومساعدة المنكوبين في لملمةِ خسائرهم. من يعوّض عليهم ما خسروه. 

هل سَنَرى أحداً قَيد المحاكمة. لا أمل بأن يطال التحقيق والمحاكمة الكبار الذين سيختبؤون وراء الصغار الذين سيساقون كالنعاج درءاً للتعرّض للكبار. 

أين المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء. أين المسؤولين عن الدمار الذي أصابَ الناس. هذه سلطة يجب إسقاطها ومحاكمتها وقد أسقطَ الشعب شرعيّتها وعندها يصطلح البلد ويستعيد اللبناني بلده بلد العيد والفرح. 

للشهداء الأبرار الرحمة وللجرحى الشفاء وللناس المنكوبين في بيوتهم ومؤسساتهم ومحالهم الدعاء والعزاء وللمسؤولين العار والبلاء.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها