سمير سكاف

الأربعاء ٢٦ آب ٢٠٢٠ - 11:38

المصدر: صوت لبنان

لماذا لم تنتصر الثورة بعد؟

ان انتصار الثورة الاول هو في 17 تشرين الأول 2019، وفي استمرارها. فإرادة التغيير أصبحت معلنة، ويتم التعبير عنها في الشارع منذ أشهر بمئات الآلاف، على الرغم من اختلاف ايقاع التحركات. وهزت الثورة عروش أهل السلطة وحدت بشكل كبير من تفلت ملفات الفساد، وان كانت لم تنجح بعد، لا بتغيير السلطة ولا بتوقيف الفاسدين.
تمارس الثورة ضغطاً كبيراً مستمراً باتجاه استقلالية القضاء، وبالتوجه نحو استعادة الاموال المنهوبة… لكن السلطة السياسية ما تزال صامدة، وتقاوم بشراسة. وما يمنع سقوطها هو سلاح حزب الله الذي يحميها ويضع خطوطاً حمراء أمام مطالب الثورة، وذلك، بالاضافة الى الانتماء المذهبي – السياسي لكثير من الناس، والذين، وإن كانوا يؤيدون مطالب الثورة، إلا أنهم يأتمرون بأوامر الزعيم الفاسد، لأنه يشكل لهم ملجأ، ولو وهمياً، في غياب مؤسسات الدولة. تحرر الكثيرون من زعمائهم. ولكن كثيرين لم يتحرروا بعد. وتحررهم، إن حدث، يسقط فعلياً حماية سلاح حزب الله للسلطة!
ما تزال طريق نصر الثورة طويلة. فالثورة حتى الان، لا يمكنها أن تعوّل إلا على قواها الذاتية (في غياب أي دعم مالي)، وعلى اخطاء السلطة الكارثية (من تفجيرها لبيروت الى الفساد المالي والانهيار الاقتصادي…)، وعلى انهيار أجزاء من السلطة. كل ذلك، مع دعم دول الخارج والمحاور الاقليمية للسلطة، ومع اعتداءات اسرائيلية تصيب كل اللبنانيين، ومع كورونا تحد كثيراً من تحركاتها. إن مقومات صمود اللبنانيين تنهار دراماتيكياً، في حين تطلق الثورة جبهات ومحاولات توحيدية عدة، لم تنضج بعد. ووجهة الثورة المقبلة هي مواجهات على الأرض بهدف التغيير، والتحضير للمشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها