جورج يزبك

الأثنين ٢٨ أيلول ٢٠٢٠ - 07:14

المصدر: صوت لبنان

ماكرون المبادر، انتهى

ماكرون الزائر، ماكرون المبادر، ماكرون اللبناني الاول، انتهى، باقية فرنسا وعلاقاتها التاريخية والتزامها الادبي تجاه لبنان. حكومة المهمة، واضاف اليها لقباً اخر، حكومة الخدمة، هي مسؤولية اللبنانيين، وتعرفون قواعد الاشتباك، والا سنكون، وقالها ماكرون بالجمع، مضطرين لمقاربة خيار آخر.
يمكن القول ان الرئيس الفرنسي لم يوفر أحداً بدءاً من الأعلى:
اولاً بالجملة، اتهم القوى السياسية بالخيانة وتسليم البلد الى لعبة الدول الخارجية والفوضى، وفي قانون العقوبات الاتهام بالخيانة الوطنية هو الاخطر وعقوبته الاعدام. وهل أفظع من أن يقول ماكرون متوجهاً الى اللبنانيين: أخجل نيابة عن المسؤولين لديكم.
وفي المفرّق نال كل واحد نصيبه وبالاسم:
الرئيس عون يجب ان لا يقتصر دوره على ملاحظة ما يحصل بل عليه التصرف.
الرئيس بري حمّله ماكرون مسؤولية الشراكة في الذهاب الى الخيار الأسوأ.
الرئيس الحريري حمّله مسؤولية الخطأ في إذكاء العامل الطائفي مع رؤساء الحكومات السابقين.
وكان لحزب الله النصيب الاوفر ولم يتردد الرئيس الفرنسي في وصفه بالارهابي وقال له بالمباشر: لا يمكنك ان تكون جيشاً محارباً لاسرائيل، وميليشيا في سوريا ضد المدنيين، وحزباً محترماً في لبنان ينفذ اوامر ايران. لا يمكن لحزب الله ان يرهب الآخرين بقوة السلاح ويقول انه طرف سياسي. وبسؤاله اكثر من تأكيد: الى أين تأخذون الشيعة في لبنان؟
ولم تخل كلمة ماكرون من بعض الغمز السياسي لعل أبرزها وأخطرها التالي:
أولاً قوله ان اتفاق الطائف بني لصالح السنّة لكن يبدو أنه يعمل لصالح الشيعة.

ثانياً قوله بوجود خطين، الأول ‏خارطة الطريق الفرنسية التي يوافق عليها المجتمع الدولي، أو السيناريو الأسوأ أي إعلان الحرب على حزب الله. ولكن يجب أن ينهار لبنان لينجح الخيار الثاني، وهذا ما ‏رفضته الادارة الفرنسية الى الآن، وقاوم ماكرون أصوات البعض في المنطقة الذين أرادوا السيناريو ‏الأسوأ ووقف بوجههم. ووضع ماكرون الأمر بيد الرئيس بري وحزب الله، ‏فهل يريدون زجّ لبنان في السيناريو الأسوأ؟”.
ثالثاً تحديده للمسؤولين مهلة ستة أسابيع للتصرف والا تغيير الهيكلية السياسية في لبنان، وضمن مهلة الستة أسابيع تكون الانتخابات الاميركية قد حصلت.
وفي الملخص، لا نزال أمام ماكرون الاول الذي يريد حلاً بالسياسة ضمن مهلة معقولة، والا سنكون امام ماكرون الثاني، والسيناريو الأسوأ.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها