جورج يزبك

الأثنين ١٥ حزيران ٢٠٢٠ - 08:10

المصدر: صوت لبنان

ما بعد خطاب حسان دياب العالي السقف بشكل غير مسبوق، غير ما قبله

كلمة الرئيس دياب رفعت حاجزاً اسمنتياً بينه وبين كل رؤساء الحكومات السابقين في موقف هدم فيه كل الجسور على طريقة ان لا جدوى من الابقاء على شعرة معاوية بينه وبين الرئيس سعد الحريري تحديداً.
لكن ما قاله يبقى نظرياً والخطاب كان ليقبض بجدية لو انه لم يأت بعدسلسلة من الهزائم اضطر اليها رئيس الحكومة،
اولها الرجوع عن قرار حكومته بالغاء سلعاتا وهذا يجعل جبران باسيل رئيساً للحكومة،
الثانية إجباره على الاحتفال بعيد ميلاد المرشح لمنصب مدير عام وزارة الاقتصاد والتجارة، وهذا يجعل نبيه بري رئيساً للحكومة.
الثالث قبوله بتعيينات مالية تقاسمها التيار الوطني وحركة أمل، وهذا جعل الباء باء (بري-باسيل) يمارسان رئاسة الحكومة الفعلية بالتناوب أو بالمقاسمة.
الرابع تكبير حجر مواجهة هيكل الفساد بحيث قال كل شيء ولم يقل شيئاً ولم يلفظ اسماً واحداً ولو بالأحرف الاولى.
الخامس رفضه أو عجزه عن تحريك القوى الأمنية لحماية الثورة النظيفة والقاء القبض على مثيري الشغب وتخريب وسط بيروت، ما سمح بالأمن الذاتي الخاص ليكون حاضراً ويعوض عن الغياب الرسمي .
بعد خطاب حسان دياب لن يكون كما قبله. خطابه يرضي اثنين ولا يزعج ثالثاً. يرضي رئيس الجمهورية وحزب الله، ولا يزعج رئيس المجلس الذي يصبح في هذه الحال عنواناً اضطرارياً لسعد الحريري ووليد جنبلاط. الرئيس دياب أحرق بخطابه كل المراكب مع السنيّة السياسية بشكل مباشر وقدّم للعهد أوراق اعتماده، لكنّ هذا العرض المريح لن يحول دون الاستغناء عنه وقد يأتي القرار من عرابيه قبل خصومه بعدما يكون قد أدى الخدمات المطلوبة منه.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها