الخميس ٢١ كانون الأول ٢٠١٧ - 08:04

المصدر: الجمهورية

مرحلة جديدة بين المُعارضة اللبنانيّة والدولة الفرنسيّة

أدّت جولة “الكتائب الباريسيّة” نتائجها بنجاح تامّ، وأصابت الأهداف الاساسيّة المَرجوّة من الزيارة، وأسّست لمرحلة جديدة من العلاقات بين المُعارضة اللبنانيّة والدولة الفرنسيّة”، وفق ما كشف نائب رئيس “الكتائب” الوزير السّابق الدكتور سليم الصايغ لـ”ليبانون ديبايت”.

وفد “الكتائب” الذي رافق رئيس الحزب النائب سامي الجميّل، والذي ضمّ الصايغ ورئيس الهيئة الاغترابيّة في “الكتائب” وليد فارس والدكتور كميل الطويل، عقد اجتماعات رسميّة رفيعة المُستوى مع القيادات الفرنسيّة، كان أهمّها لقاء رئيس المجلس النيابي الفرنسي فرانسوا دو روجي، ووزير الخارجية جان ايف لودريان. وجرى التأكيد على ضرورة حماية لبنان من تداعيات الاحداث في المنطقة، واتخاذ كلّ الخطوات الآيلة الى تعزيز سيادة الدولة على كامل أراضيها، بقواها الذاتيّة في الداخل وعلى طول الحدود، وتمّ التطرّق ايضاً الى موضوع الحريّات العامة ولا سيّما الرأي والتعبير، والتأكيد على اهمية الانخراط في الانتخابات النيابية، على اعتبار انها المدخل الاساس للتغيير.

وفي هذا السّياق، أكّد الصايغ أنّ “الدولة الفرنسيّة لا تدعم السّلطة اللبنانيّة ضدّ المُعارضة، أو العكس، لأنّها حريصة على حماية العمليّة الديمقراطيّة، وتهتمّ انطلاقاً من هذا المبدأ لسماع رأي المُعارضة ومواقفها بشأن المواضيع الخلافيّة، وكيفيّة مُعالجتها، والقضايا المَطروحة على السّاحتين اللّبنانيّة والاقليميّة، تماماً كما تفعل الكتائب التي تتعاطى مع فرنسا كعضو دائم في مجلس الأمن وراع مُهمّ للمؤسّسات والاستقرار في لبنان”.

واعتبر أنّ “في اصرار فرنسا على بقاء الحريري رئيساً لمجلس الوزراء إنّما تحرص على حماية المؤسّسات الدستوريّة ومن ضمنها الحكومة بغض النظر عن الاشخاص والاسماء، كونها لا تتعاطى مع الموضوع بالمنحى العشائريّ أو العائليّ، بل تتعامل مع لبنان كدولة حرّة ومُستقلّة ضمن حدود الاعراف والتقاليد والقوانين والاصول الدوليّة”.

الصايغ رأى أنّ “الحكومة باتت معروفة من حيث الامكانات منذ تشكيلها وحتّى يومنا هذا، ولا يُمكن لأيّ جهة أن تختصر السياسة أو الرأي في البلد، ومواقف الكتائب في هذا المجال باتت معروفة ومُعلن عنها بشكل واضح وصريح وجريء، إذ إنّ الحزب اتّخذ لنفسه موقع مُعارضة السلطة”، مؤكّداً في الوقت نفسه على “أهميّة دور الجيش اللبنانيّ، وضرورة مواصلة دعمه وتسليحه وتدريبه، بوصفه الحامي الفعليّ للوطن، تماماً كما تفعل الاجهزة الامنيّة كلّها التي تُكافح الارهاب بأفضل الوسائل المُمكنة، وبالتعاون مع الأجهزة العالميّة التي تخوض بدورها الحرب على الارهاب”.

انطلاقاً من هذه المعطيات، أوضح الصايغ أن “لا مبادرة فرنسيّة لتوحيد الصفّ بين السلطة والمُعارضة، ولا نيّة كتائبيّة بعرض مثل هكذا طرح على فرنسا، عملاً بمبدأ الديمقراطيّة والتعدّدية والبدائل والطروحات المختلفة. فالأولى تحكم، فيما لا تزال المعارضة من داخل النظام ولو فضّلت البقاء خارج الحكومة. وهذا المسار لا يعني أبداً أنّ “الكتائب” لا تؤيّد الدستور، وتسعى الى تعكير صفوة الأجواء او المساس بالاستقرار الامني والسياسيّ كما يحاول البعض تصويره، فهي كانت وستبقى في صلب النظام، ومن لا يُصدّق كلامنا، فليتصفّح الصور، ويسمع التصاريح والمواقف التي نعبّر عنها سواء في لبنان أو العواصم العربيّة والدوليّة”.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها