جورج يزبك

الأربعاء ٢ تشرين الأول ٢٠١٩ - 10:16

المصدر: صوت لبنان

من القرنة السوداء الى الدولار في السوق السوداء

أنا مع الجيش حتى ولو كان الحل مصادرة، أو وضع يد ضمن الممكن من حواضر البيت العسكري. القرنة السوداء حتى إشعار آخر لن تكون ضناويّة ولا بشراوية، لا لبقاعصفرين ولا لبلدة جبران، لن تكون لا للسنّة ولا للموارنة، ستكون منطقة تدريبات عسكرية للجيش، ما يعني منطقة منزوعة الهوية الطائفية، ومنزوعة السلاح المذهبي حتى إشعار آخر. حتى إشعار آخر أقصد به وعي القيادات المحلية أولاً والشعب لاحقاً أننا في أرض لبنانية واحدة. لسنا على خطوط تماس الأسواق التجارية في ال ٧٥، تنذكر وما تنعاد. لسنا على خط ماجينو نفق نهر الكلب في العام ١٩٩٠، لا تنذكر ولا تنعاد. ولسنا على خط بارليف أمل – حزب الله في الضاحية الجنوبية وبيروت الغربية والجنوب في الثمانينيات، ولا على خطوط سيغفريد الشويفات، قبرشمون، البساتين في ال ٢٠١٩.

سؤال يرتسم هنا. لماذا عندما يكون الأمر ترسيم حدود داخلية، نستحضر فجأة السيادة المحلية والبلدية والطائفية والمذهبية والعائلية والجبية والفخذية، وينتصب ميزان العدالة عاموداً، بينما حين يكون الأمر بين لبنان وسوريا، أو بين لبنان ومنظمة التحرير الفلسطينية، نتناسى الترسيم والتحديد والتحرير، وننسى السيادة، وعرفات “مان وكترّ “على بعض القيادات لدرجة صار جيش التحرير الفلسطيني جيش السنّة في لبنان، وسوريا “تمون على الدمّات” إبناً عن أب.

أنا ضدّ اسرائيل واجتياحها واحتلالها وعدوانها، وشهيد كل لبناني سقط بنيرانها من المدنيين الأبرياء الى مقاتلي حزب الله. لكن بعض التروي. إن ظلم ذوي القربي كان أشد مضاضة من وقع الدبابات الاسرائيلية أو على الأقل مثلها. هذا عدو أقصى (بالصاد) وأقسى (بالسين) أطماعه اتفاق سلام مرفوض، وأولئك أشقاء صادروا لبنان وطناً بديلاً، واحتلوه من ال ٤٨ وال ٦٩ وال٧٥ الى ال ٢٠٠٥.

مهلاً، كم عدد اللبنانيين الذين سقطوا بنيران العدو الاسرائيلي، وكم عدد الذين رماهم الشقيق السوري بنيرانه؟ مهلاً مرة جديدة. كم عدد المعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائيلية، وعدد المخفيين في المعتقلات السورية؟ يريدون الذهاب الى سوريا، حسناً، لكن في رقبة سوريا لبنانيون، رجاء فخامة الرئيس عون، ودولة الرئيس بري، لا تتهاونا ولا تنسيا مصير هؤلاء، مع التأكيد على حق لبنان المطلق بإعادة النازحين الى بلد المنشأ.

حقيقةً، كل شيء أسود هذه الأيام من القرنة السوداء الى الدولار في السوق السوداء.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها