جورج يزبك

الثلاثاء ١٠ كانون الأول ٢٠١٩ - 09:41

المصدر: صوت لبنان

من لا يعجبه، فلينطح الحيط

هل نحن في بلد النكايات،

أو في بلد الحرتقات، أو الخزعبلات، أو الانتقامات، أوالانقسامات، أو الانهيارات؟

نحن في كل هذا، نحن في بلد العدادات، في بلد العصابات، نحن في بلد العذابات.

عذاب قبل الاستشارات، وعذاب بعدها،

عذاب مع محمد الصفدي وبهيح طبارة وسمير الخطيب وعذاب بعدهم.

عذاب قبل التكليف وعذاب بعده،

عذاب قبل التأليف وعذاب بعده،

عذاب مع التصريف وعذاب بعده.

عذاب مع العماد دولة الرئيس وعذاب مع العماد فخامة الرئيس.

أما عذابات الثورة فشأن آخر.

العذاب الأطيب تلقي الضربات بكعب البندقيات، فالجيش والقوى الأمنية تمون وهذه هي الأوامر السياسية.

أما العذاب الأقسى فكأن ترى الانتحار وقد أمسى شأناً سهلاً كشربة ماء، كدواء ثلاث مرات في اليوم.

صارت النساء تخاف على أزواجهن، فتمتنعن عن الطلب ولو هو حقهنّ. صارت الطفلة تخشى طلب الألف ليرة خوفاً على أبيها. صار الدكنجي يرأف بالمدين، الا السلطة فهي لا تعرف ربها. بل تغرف فتغرف ثم تغرف لأن غداً قد يكون دور غيرها وهكذا دواليك.

اغرفوا ما شئتم فلبنان كريم لكن المشكلة أنكم لا تشبعون.

فخامة الرئيس، لم تعد فقط ميشال عون الزوج والأب لثلاث بنات، لم تعد ضابط مدفعية، لم تعد قائداً للجيش، لم تعد رئيسا لحكومة عسكرية انتقالية في ال٨٨، أذكرّك: صرت رئيساً للبلاد، رئيساً للجمهورية. لا أرغب في أن يتحول عهدك الى صخرة روشة، أو قطع شرايين، أو جرعة ديمول أو كم غرام من مسحوق اللانيت. كل يوم انتحار أو محاولة. ليس مسموحاً أن يكسر كلمتك بطرك أو مفتي أو شيخ عقل أو حتى ثورة. أقنعوك بالتأليف قبل التكليف، فصدرت الفتوى التي قضت على التكليف والتأليف ومعهما الاستشارات. وصرت أمام اسم واحد، سعد الحريري أو من يسميه وبشروطه الحكومية. هذا هو السعر الغالي للتسوية. كمبيالة شيعية مفتوحة، دين سني استحق لصاحب السند سعد الدين رفيق الحريري، وانتقام من سمير جعجع الذي لم يصله الثمن.

ما الحلّ غير عدّ أيام وتأجيل من اثنين الى اثنين ومن لا يعجبه فلينطح الحيط.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها