فرنسوا ضاهر

الأحد ١ آذار ٢٠٢٠ - 08:00

المصدر: صوت لبنان

نحن المسؤولين

إئتمناهم على حكمنا،
سلّمناهم قَدَرَنا،
ناصرناهم على وجعنا،
واليناهم على أخطائهم وفسادهم،
طهّرناهم من مساوئهم،
فأوصلونا، بغالبيتهم الموصوفة،
الى ما نحن عليه، على كل الصُعُد
وفي كلّ المجالات وفي كلّ القطاعات،
حتى أفرغوا خزينة الدولة، بعد
إغراقها بالمديونية، فمدّوا يدهم
على ودائعنا واستولوا عليها
حتى جفّفوها.
وما زالوا يعبثون ويفتشون
عن الحلول من جيوبنا
ويترفّعون عن مساءلة أنفسهم
ما فعلته أيديهم.

وها هم يهرّبون أموالهم غير المشروعة
بفعل حجمها الى الخارج ، بمئات
الملايين من الدولارات الأميركية،
مطمئنّين الى أنهم بمنأى
عن التتبّع والملاحقة.

ويتلاعبون باستحقاقات المديونية العامة
لغاية الإستيلاء على ما تبقى من إحتياطي
مصرف لبنان، لضمان ودائع الناس وتغطية
استيراد حاجياتهم الأوّلية.

يتهرّبون من نصائح صندوق النقد الدولي،
ويمتنعون عن إتمام الإصلاحات الجذرية
في القطاع العام، لئلا ينقلب عليهم،
ويتبرّأ منهم، ويطيح بهم.
يجانبون الدول المانحة
بالتذاكي عليها وتضليلها،
ويخاصمون الأشقاء التاريخيين للبنان.

يقمعون رموز ثورة الجياع واحداً تلوَ الآخر،
ويفاخرون بقدرتهم على إستيلاد ذاتهم
بالإنتخابات النيابية المُبكرة على القانون الحالي طبعاً،
أو الذي هو أسوأ منه.

كلّ ذلك وغيره وسواه وما عداه لأننا أغنام
في أعينهم وقطيع تائه في ذهنهم، وعديد
في صفوفهم، وبشر مستباحون على مذبح
تأبيد نفوذهم وسلطانهم.

فهل سنستفيق من سُباتِنا ونجترح الحلول لمصرينا
ونتوحّد لنعيد بناء وطننا، وندعّم مِنعته،
ونثبت سيادته وحياده حتى نصون إستقلاله؟
إننا مسؤولون، وإلاّ مستحقّون.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها