جورج سولاج

الأربعاء ٩ تشرين الأول ٢٠١٩ - 08:07

المصدر: صوت لبنان

نسوا الأزمة واستنفروا يهددون الإعلام والإعلاميين

لو برمتم السند والهند ومهما شكوتم وبكيتم لن تجدوا بين الدول صديقاً يهبّ الى نجدتكم لوقف مسيرة انحدار البلد اقتصادياً ومالياً واجتماعياً وأخلاقياً.

 اما السبب الاول فهو انكم في السياسة الخارجية خذلتم أصدقاءكم ، حتى شعار النأي بالنفس في لعبة المحاور القاتلة لم تتمكنوا من تنفيذه .

والسبب الثاني هو ان وعودكم اصبحت بمثابة شيكات بلا رصيد، تتعهدون اجراء اصلاحات لمنع الفساد والهدر والانفاق العشوائي والتهرب الضريبي والجمركي ولا يرى البنك الدولي والدول الصديقة المسمّاة مانحة اي خطوة تنفيذية جدية لوقف النزف الخطير والبدء بالمعالجة.

والسبب الثالث هو انكم لا تتنقلون الا بطائرات خاصة، ومظاهر الجاه والثراء والبذخ تواكبكم، واحاديث الكارتلات والاحتكارات والمحميات تسبقكم.

لبنان لا يحتاج الى التنقيب عن مساعدات من الخارج بحثاً عن حل لأزمته المتمادية،  فالامكانات المحلية متوافرة، وكل الخبراء الماليين والاقتصاديين حدّدوا للسلطة الداء ووصفوا الدواء، لكن السلطة تائهة في البحث عن إجماع مفقود بين مكوناتها السياسية لتشرب حليب السباع وتقوم بالحد الادنى من واجباتها.

في هذا المأزق، تقيم السلطة متراساً اضافيا في وجه الاعلام وحرية التعبير عن الرأي،  وتكتشف ان الاعلام هو العدو وهو المروّج للازمة.

والواقع ان الاعلام يلعب دور المعارضة التي اعدمتها السلطة. يخاف على البلاد مما يعرفه عن القابضين على رقاب العباد. الاعلام هو صوت الناس المتألمين الخائفين على يومهم وغدهم، وواجب الاعلام ان ينقل صرخات الناس بأمانةٍ الى اركان السلطة علّهم يسمعون.

نسوا الازمة واستنفروا يهددون الاعلام والاعلاميين بقانون العقوبات والحبس؛ حسنا فليحلوا الازمة … ويحبسوننا.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها