صلاح سلام

الجمعة ١٠ تموز ٢٠٢٠ - 13:31

المصدر: صوت لبنان

هل سمعوا صرخة البطريرك وموقف المطران

كلام البطريرك الراعي والمطران عودة في عظتي يوم الأحد، لم يكن يُعبر عن وجع رعاياهما من المؤمنين، بقدر ما كان صرخة تُجسد آلام اللبنانيين، كل اللبنانيين، على إختلاف طوائفهم، وفي مختلف مناطقهم.

 «كورونا» الفقر التي فتكت بأكثر من نصف الشعب اللبناني، لم تُميّز بين مسلم ومسيحي، ولا بين سنّي وشيعي ودرزي، ولا بين ماروني وأرثوذوكسي، ولم تفرق بين إبن عكار وإبن الجنوب، أو بين عائلات الجبل وأهالي البقاع، ولا بين البيارتة وأبناء جبيل أو طرابلس وصيدا.

 مشهد الإذلال أمام أبواب المصارف ودكاكين الصرافين، للحصول على حفنة من الدولارات، ضم حشود من المواطنين الغلابى جمعت المسلم إلى جانب المسيحي، والتاجر مع العامل، وربة المنزل وطالبة الجامعة، قد تكون فرقتهم بالأمس السياسة، والعصب الحزبي أو الطائفي، ولكن وحّدتهم اليوم المحنة المعيشية، والأزمات المالية والنقدية، والنقمة على هذه الطبقة السياسية العاجزة، التي أوصلت البلد إلى الانهيار الحالي بجشعها المريب، وفسادها الوقح.

 لقد وضع سيد بكركي أصبعه على الجرح النازف والموجع، وتوجه إلى المسؤول الأول مباشرة واصفاً العلاج الناجع والشافي، للخروج من نفق الأزمات المتراكمة: العمل على فك الحصار عن الشرعية والقرار الوطني، والسعي مع الدول الصديقة على تثبيت إستقلال لبنان ووحدته، وتطبيق القرارات الدولية، وإعلان حياد لبنان. وكأنه يقول بلهجة ملطفة، وتراعي الحساسيات المعهودة: عودوا إلى إعلان بعبدا الذي تم التوافق والتوقيع عليه بالإجماع، نتيجة جلسات الحوار في عهد الرئيس ميشال سليمان، والذي كان موضع ترحيب وتشجيع الدول الشقيقة والصديقة، وتم إعتماده كوثيقة رسمية في منظمة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.

 صرخة البطريرك من الديمان لقيت صداها البعيد في وادي قادبشا المقدس، وموقف المطران عوده المدوّي رددت صداه أحجار بيروت..،

ولكن مَن يعرف إذا كانت أصداء الأحد المتفجرة قد وصلت إلى مسامع المسؤولين المعنيين؟

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها