عباس الحلبي

الثلاثاء ١٤ تموز ٢٠٢٠ - 07:58

المصدر: صوت لبنان

هل مَن يسمع؟

لعلَّ أهم محطة في إحتفالية لبنان الكبير للآن هي عظة البطريرك بشارة الراعي في الديمان منذ أيام.

كنتُ مِنَ الذين يراقبون مسيرة البطريرك خصوصاً في زياراته المتكررة إلى القصر الجمهوري والتصريحات التي يدلي بها عقب الزيارات وأتساءَل في كل مرة هل أنَّ حفظ المركز أهم لبكركي من حفظ الجمهورية؟ لَم يطل الجواب فكان هذا البطريرك أميناً على خَطّ البطاركة الكبار مِن الحويّك الذي أعلنَ لبنان الكبير مروراً بِصفَيْر الذي أطلقَ شرارة تحرير لبنان إلى الراعي الذي وضعَ خريطة طريق لإنقاذ لبنان.

لا تعوز الخطة المطولات بل إختُصِرَت بثلاث نقاط فيها فائض البلاغة والإيجاز وهي تحرير الشرعية والقرار الوطني المستقل من الأسر والطلب من الأصدقاء النجدة والأمم المتحدة بإعلان الحياد مع التأكيد على العيش الواحد بين اللبنانيين.

لا خلاف أن مَن أوصلَ البلاد إلى الإنهيار لا يمكنه أن يوقفه وينقذ البلد ويعيد بناء ما دمَّرَت يداه. الحل لا يكون إلاّ بإزاحة هؤلاء وأخذ السلطة وإحلال كفاءات نزيهة محل الفاشلين العاجزين وهو ما أكده المطران عودة في عظته الأخيرة التي وجّه فيها التوبيخ إلى هؤلاء المسؤولين غير المسؤولين.

التغيير إذاً هو المطلوب وعبثاً البحث عن خطط بديلة.

هل يمكن توحيد اللبنانيين ومجموعات الإنتفاضة وحولهم المترددين على هذا الشعار؟ هنا يكمن السؤال.

ذلك أن التنوّع اللبناني في الإنتماء الطائفي والمذهبي والطبقي الذي كان عنوان الغنى اللبناني يمكن أن يبدل في أولويات المطالبة، خصوصاً أنَّ النظام اللبناني نظام راسخ في طائفيته ومذهبيته وطبقيته وقد صمَدَ أمام عاتيات الحروب والإجتياحات التي قسمته فأعاد

توحيد البلاد ليس فقط بقوته ورعاية الخارج الداعم له بل خصوصاً لعدم رغبة اللبنانيين في أن يعيشوا في مربعاتهم المذهبية والطائفية.

طالبَ الناس بالعيش الكريم وتحصيل الكرامة وتحقيق السيادة وبناء الدولة، والسلطة لا تجد مصلحتها إلا في سحق كرامتهم وكَمّ أفواههم واللجوء إلى الحلول الأمنية مكان الحلول السياسية. محكومٌ على المواطنين السعي لتحقيق هذه الأهداف بالمضيّ في التصعيد لإسقاط المنظومة وإجبارها على الرحيل خصوصاً بعدما عَلَت الأصوات داخل الصف الماروني برحيل الرئيس دون الخشية من إثارة النعرات الطائفية.

بداية الحل إذاً هي إسقاط الحكومة وتعيين حكومة بديلة تكون فعلاً تكنوقراط وفعلاً مستقلة تباشر بتنفيذ خطة الإنقاذ وتضع قانون إنتخابات جديد يكون أكثرَ عدلاً وتمثيلاً وإنسجاماً مع الدستور لتحقيق التغيير.

صرخةُ البطريرك وموقف المطران هما صدى الضمير لإنقاذ الوطن قبل الإستقرار في القعر والعالم يحزن لحالنا.

 

 

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها