الأثنين ١١ شباط ٢٠١٩ - 11:58

المصدر: النهار

هندوس وبوذيون ومسلمون ومسيحيون يتعايشون بسلام…الامارات نموذج لبناء الجسور

عندما وقف سوامي برهمافيهاري، كبير كهنة معبد سواميناريان سانساتا الهندي، أمام “مؤتمر الاخوة” الاحد الماضي في أبوظبي، ليقول إن منح بلد مسلم أرضاً لبناء معبد هندوسي يجسد معنى التسامح، كان يتحدث عن تجربة الهندوس في الامارات العربية المتحدة، معتبراً أن التسامح في هذه الدولة ليس أقوالاً فحسب، وإنما هو أفعال أيضاً وواقع.

يمثل الهندوس الجالية الاجنبية الكبرى في الإمارات، ويصل عدد أفرادها إلى 2.6 مليوني نسمة، أو 30% من سكان البلاد، بحسب السفارة الهندية. وكانت الحكومة الإماراتية خصصت أرضاً مساحتها 20 ألف متر مربع لبناء أكبر معبد لهم في منطقة الوثبة في أبو ظبي. وهو يستقبل الزوار منذ 2017 ، وأضيف الى معبدين هدوسيين وآخر للسيخ في دبي.

ليس الهندوس وحدهم من بات لهم بيت للعبادة في الامارات. فهناك ايضاً أتباع ديانات أخرى هي السيخ و البوذية والبهائية و اليهودية، والمشيخية، والمعمدانية، والكاثوليك والأنغليكان، والأسقفية، وغيرها يمثلون نحو 80 في المئة من سكان الامارات. الغالبية من هؤلاء هم من اليد العاملة الأجنبية، وخصوصاً الوافدين الآتين من كل دول العالم، بما فيها لبنان وسوريا والعراق.وقد بدأ هؤلاء الوصول الى الامارات في ستينات القرن الماضي، قبل تأسيس الاتحاد، وزاد عددهم لاحقاً مع بداية النمو الاقتصادي والعقاري.وهم يعيشون معاً منذ عقود، يعملون جنباً الى جنب ويمارسون شعائرهم الدينية المختلفة بحرية في بلد مسلم، فيضفون على غناه الاقتصادي تنوعاً ثقافياً واجتماعياً.

وكان الثالث من شباط يوماً تاريخياً بكل المعايير في الامارات. ففيه صار البابا فرنسيس الأول أول رئيس للكنيسة الكاثوليكية تطأ قدماه أرض الجزيرة العربية، مهد الاسلام، في زيارة تاريخية تجلت فيها مظاهر جديدة لسياسة التسامح. ففي القداس الذي أقامه في مدينة الشيخ زايد الرياضية صدحت أناشيد “هللويا”، وأمكنت رؤية الصليب الكبير الذي علا المذبح وتمثال خشبي كبير للسيدة العذراء، من مسافات بعيدة. وشكل دخول الحبر الاعظم مسجد الشيخ زايد الكبير مع شيخ الأزهر الامام أحمد الطيب، لحظة فارقة في مسيرة التعايش في هذه الدولة.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها