أنطوان صفير

الأحد ٢٥ تشرين الأول ٢٠٢٠ - 09:22

المصدر: صوت لبنان

وإن لم تنطلق حكومة المبادرة!

يتطلع اللبنانيون بأملٍ،

وإن غير متكافئ أو متكامل،

الى تأليفٍ حكوميٍ سريع، 

يصل الى تأكيد المبادرة الفرنسية 

من خلال إطلاق ورشة العمل،

والأعمال الإصلاحية والتشريعية والضريبية والمصرفية.

والتدقيق الجنائي من كل نوع،

في كل مؤسسةٍ ووزارةٍ ومصرفٍ مركزي، 

ومصارف تجارية بعدما نُهب المال العام والخاص،

وأضحى أهل لبنان القادرون منهم وغير القَادرين على حافة الفقر المدقع،

……وهذه وصمة عارٍ على كل مسؤول،

ووصمة عارٍ في تاريخنا القديم والحديث…

نعم، ننتظر حكومة مُبادِرة قديرة 

تتخطى الوقائع الشخصية والحساسيات، 

والمواقف المتناقضة من كل لون ومن كل جانب ،

وتصل بالبلاد الى وقف الإنهيار الآتي ،

والذي يكاد يتخطى جائحة كورونا ،

لأنها ستجد دواءً ،

ولكن دواء الإنهيار غير واردٍ بعد….!

لأن المال المنهوب والمحوّل لم يصل الى من يجب أن يصل اليه استعادة،

من خلال تأكيد المؤكد،

لا من خلال قوانين جديدة…….

بل من خلال تطبيقٍ شفافٍ وعادل وشامل لكل قانون أو نظام.

لا يكون فيه محميات، 

ولا تكون فيه حمايات، 

ولا تكون فيه طائفية بغيضة ،

توّد حماية بعض العائلات والزعامات والأحزاب على حساب الطوائف عينها، 

وأبنائها الفقراء الذين يتركون لبنان الى أقاصي الأرض… ولا من يسأل!!

وأولئك الذين هجّروا من أرضهم وبيوتهم بعد مجزرة المرفأ،

تلك الجريمة ضدّ الإنسانية…. ولا من يسأل!!!!! 

وخطابات تافهة مستمرةً من كل لون…

لا ننتظر حكومة تشبه سابقاتها على الإطلاق ،

وإن عيَّن السياسيون هذا أو ذاك، ليمثلهم ،

فمعناها أننا عدنا الى النقطة عينها….

طبعاً لنكن واقعيين ،

لن يكون الرئيس الحريري المكلّف اليوم مع رئيس الجمهورية، 

في وارد أسماءٍ تثير هذا أو تثير ذاك.

وليس الوقت للإثارة أو للحساسيات… 

يجب أن يكون هنالك معيار واحد : إختصاصيٌ ، مستقلٌ ، وقادرٌ.

لا يأتي ليترشح الى الإنتخابات النيابية المقبلة، 

أو  لينشأ زعامةً في فترة أضحت الجمهورية كلها في خطر.

ولا أستبعد أن لا يكون هنالك إنتخابات، 

لا مبكرة ولا في موعدها،

لأنّ ظروف الإنهيار ستطيح بكل شيء.

لن أكون متشائماً…. لأنّ التشائم تخاذل، 

بل لنكن واقعيين…..

إنَّ الآلام بحجم الآمال، 

والآمال كبيرة بحكومة قادرة.

لا أعرف إن كان أهل السياسة سيقبلون بقواعد جديدة للعبة السياسية !

لا أعرف إن كان أهل السياسة عندنا يقبلون بعودة سلطان العدل…

والعدل أساس الملك،

فيكون لكل ذي حقٍ حقه .

هذا ليس شعراً نطلقه ،

بل نحن جيلٌ جديد يؤمن إيماناً متّقداً ،

أنَّ الحياة السياسية لا تستقيم إلاّ من خلال قوس العدالة.

والعدل لا يكون فقط أساساً للملك،

بل أساس للسيادة،

وأساساً لإحترام حقوق الإنسان في كل صوب.

ننتظر حكومةٍ مبادرة،

وإلاّ طارت المبادرة ،

ووصلنا الى حافة الإنهيار ،

حيث سيخسر كل اللاعبين.

ويكون الوطن……

نتيجة أخطاءٍ وخطايا….. في ملعب الدول، 

حتى يأتي فجرٌ آخر.

 

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها