خاص
play icon
الجمعة ٢٦ حزيران ٢٠٢٠ - 08:13

المصدر: صوت لبنان

رضوان السيد عن “لقاء بعبدا”: الحرص على السلم الاهلي لا يتم بهذه الطريقة!

راى الكاتب السياسي وأستاذ الدراسات الإسلامية الدكتور رضوان السيد ان اللقاء الذي عقد في قصر بعبدا لم يكن موفقا ولا محظوظا.، ليس بسبب من غابوا او قاطعوه بل لارتباطه بمسلسل من الاحداث بدأ في احداث 6 حزيران في بيروت والضاحية الجنوبية وطرابلس مرورا بخطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي دعا الى التوجه شرقا وصولا الى المؤتمر الصحافي لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل يوم السبت الماضي وما بينهما حديث رئيس الحكومة عن الانقلاب الذي نجح في افشاله.

وقال اثناء مشاركته في حلقة من برنامج “مانشيت المساء” من صوت لبنان انه احسن الظن بداية بخطوة رئيس الجمهورية لما تحدث عن لقاء لتوفير السلم الاهلي، فالسلطة وهي تعني بالنسبة اليه “حزب الله” اراد الاضطراب في الشارع دون ان ندري السبب  ولماذا؟ وما هي المناسبة؟. فلم يهن احد الشيعة ليصرخوا “شيعية شيعة” ولم يقدم احد على اهانة الدين ليهجموا على الصليب وصورة العذراء وللتهجم على عائشة ابنة النبي ولم يدعوهم احد ليسيروا الدراجات النارية ويعيثوا فسادا في بعض المناطق.

وقال السيد عندما دعا رئيس الجمهورية الى اللقاء للحفاظ على السلم الاهلي استغربت الدعوة، فلا احزاب الكتائب ولا القوات اللبنانية ولا رؤساء الحكومة  السابقين هم الذين وقفوا في في وجه حزب الله ليكون اللقاء وطنيا جامعا لمصالحة هؤلاء المتخاصمين جميعا. وباختصار اراد حزب الله ان يخاصم الجميع ولم نفهم لماذا؟ فقيل ان ذلك من اجل فرض برنامجه ودعم النظام السوري وتهريب الدولار اليه ومعه المازوت والطحين ومشتقاتهم رغم انه تبرأ منهم جميعا، وقال يوما انه كلف من يهدىء خواطر الناس لمنع تكرار  ما حصل مرة اخرى.

وقال ان الحرص على السلم الاهلي لا يتم بهذه الطريقة وما تلمسته ان موقف فخامة الرئيس من مسألة السلم الاهلي وبنظره غير تلك التي نفهمها ونراها نحن ولذلك تيقنت بانه لم يشارك احد. وهو ما حصل فعلا باستثناء مشاركة الرئيس ميشال سليمان الذي جاء بافضل موقف كان يمكن ان يقال في مثل هذا اللقاء منوها به في الشكل والمضمون وخصوصا لجهة تأكيد اهمية العودة الى “النإي بالنفس”، والغريب انهم ردوا عليه عندما طالب بهذ الصيغة بدل السكوت والصمت.

وقال ان رئاسة الحكومة ليست موجودة وان رئاسة الجمهورية في حالة انحسار لجهتين الاولى لجهة خطورة الازمة من النواحي المختلفة والتي لا يجمع عليها اهل الحكم، الذين لا يبدو انهم يشعرون بها في تصرفاتهم ومواقفهم ولذلك فالحكم والحكومة في حالة ضمور نظرا لفقدان الثقة بقدرتهم على حل اي من المشاكل المطروحة ولذلك لن يغير اللقاء شيئآ ولا نعرف ما سيكون سعر الدولار غدا.

وقال السيد ان هناك قرار استراتيجيا اتخذه العهد ومعه “حزب الله” لضرب الانتفاضة عبر خرقها وتشويه صورتها وشيطنة حراكها واستغلال غضب الناس للتخريب بغية الاساءة الى الانتفاضة الصافية والحقيقية التي تشكو الجوع وتحذر من الاقتراب من خط الفقر لافتا الى ما فعلته جائحة الكورونا التي جاءت في اسوأ توقيت بالنسبة الى الانتفاضة بعدما انقذت العديد منهم من المصير الذي كان يمكن ان يصلوا اليه.

واشار السيد الى مخاطر استخدام الامن والاجهزة من اجل ضبط سعر الدولار دون النظر الى القرارات السياسية التي تؤدي الغاية ومن اجل  تفكيك الانتفاضة وملاحقة المنتفضين بطرق مختلفة، كما لفت الى خطورة المس بالحريات في لبنان تحت شعارات مختلفة والتي تضمر توجها الى المزيد من التعنت دون النظر الى هواجس الناس ومطالبها وحقها بالعيش الكريم.

 وانتهى السيد الى مطالبة الحكم وبالحكومة ولو بقرار واحد يحيي الثقة بالسلطة ومؤسساتها لنبني عليها ما يمكن ان يؤدي الى حل بعض القضايا الكبرى المطروحة على اللبنانيين، والا نتجه الى ما هو اصعب واخطر.