دولية
السبت ٢١ كانون الثاني ٢٠٢٣ - 19:12

المصدر: الحرة

لماذا تتردد ألمانيا في إرسال دبابات ليوبارد لأوكرانيا؟

ينبع تردد ألمانيا في إرسال دبابات متطورة لأوكرانيا من سياسة التحفظ والحذر التي اتبعتها برلين بعد الحرب العالمية الثانية وهي خطوة أثارت حفيظة وإحباط حلفائها الغربيين، وخاصة الولايات المتحدة.

وقالت وكالة “أسوشيتد برس” إن برلين أصبحت أحد موردي الأسلحة الرئيسيين لأوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي، لكن المستشار الألماني أولاف شولتز اكتسب سمعة أيضا بتردده في اتخاذ خطوة جديدة، مما أدى إلى نفاد صبر الحلفاء.

وأضافت أن خطوة ألمانيا، وخاصة تلك المتعلقة بعدم إرسال دبابات ليوبارد-2 القتالية التي طالما سعت إليها كييف، نابعة جزئيا من ثقافة الحذر العسكري لبرلين وكذلك من مخاوفها المتعلقة باحتمال حصول تصعيد في النزاع.

يقول كبير المحللين في مؤسسة مارشال الألمانية توماس كلاين-بروكهوف إنه “لا يوجد مستشار ألماني ولا حزب يريد أن يظهر في المقدمة وهو يدفع باتجاه أجندة عسكرية”.

ويضيف أن برلين ترغب “بتجربة جميع الخيارات المتاحة الأخرى قبل أن تلجأ إلى الحلول العسكرية”، مضيفا أن “هذه السياسة مهمة بالنسبة للداخل الألماني”.

لكن هذا النهج الحذر “يدفع الحلفاء إلى الجنون” ويثير تساؤلات حول ما إذا كان بإمكانهم الاعتماد على الألمان، وفقا لكلاين-بروكهوف.

ونقلت شبكة “إن بي سي” عن مسؤولين أميركيين القول إن واشنطن محبطة من محاولات ألمانيا الضغط على الولايات المتحدة لتزويد أوكرانيا بدبابات أبرامز، وأكدوا أن كبار قادة البنتاغون يعارضون الخطوة لأسباب تقنية.

وكانت الحكومة الألمانية أشارت إلى أنها قد ترسل دبابات ليوبارد-2 إلى أوكرانيا إذا وافقت الولايات المتحدة أيضا على إرسال دبابات أبرامز لكييف.

ونقلت الشبكة عن ثلاثة مسؤولين أميركيين القول إن هناك إحباطا داخل إدارة البيت الأبيض من ألمانيا.

في الوقت نفسه، قال المسؤولون إن الرئيس جو بايدن لن يضغط على ألمانيا لإرسال دبابات ليوبارد إلى أوكرانيا، لكنهم أشاروا إلى أن وزير الدفاع لويد أوستن ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي أوصيا بعدم إرسال دبابات أبرامز إلى أوكرانيا.

وذكرت الشبكة أن ميلي وأوستن عزيا السبب في ذلك إلى المدة التي يستغرقها تدريب الأفراد على تشغيل الدبابات ومدى صعوبة صيانتها.

كما جادلا بأن هذا النوع من الدبابات ليس مناسبا للقتال في أوكرانيا في الوقت الحالي، وفقا للمسؤولين.

وذكر أحد المسؤولين أن أوستن جادل بأن التدريب على تشغيل وصيانة الدبابات سيستغرق عدة أشهر.

وأشار مسؤولان أميركيان أيضا إلى أن أوكرانيا لديها بالفعل مئات الدبابات تحت تصرفها، وقد استولت خلال العام الماضي على مئات الدبابات الروسية في ساحة المعركة وأضافتها إلى مخزونها.

ويؤكد قادة عسكريون أوكرانيون أنهم بحاجة لنحو 300 دبابة لاختراق الدفاعات الروسية.

وحث مستشار كبير للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، حلفاء بلاده على التفكير بشكل “أسرع” في زيادة دعمهم العسكري، وذلك بعد يوم من إخفاقهم في الاتفاق على إرسال دبابات تطالب بها كييف.

وكتب ميخايلو بودولياك على تويتر “ستساعدون أوكرانيا بالأسلحة اللازمة على أي حال وستدركون أنه ما من خيار آخر لإنهاء الحرب عدا هزيمة روسيا”.

وأضاف “لكن التردد اليوم يقتل المزيد من شعبنا. كل يوم تأخير هو موت لأوكرانيين. فكروا أسرع”.

وتعهد شركاء أوكرانيا الأسبوع الماضي بتقديم مساعدات عسكرية جديدة بمئات الملايين من الدولارات، لكنهم لم يتمكنوا أمس الجمعة خلال مؤتمر في قاعدة رامشتاين الجوية بألمانيا من الاتفاق على إرسال دبابات ليوبارد 2 ألمانية الصنع التي تسعى كييف إليها منذ مدة طويلة.

ودبابات ليوبارد الألمانية هي من الدبابات الثقيلة الحديثة ذات التصميم الغربي التي تطلبها كييف من حلفائها، ويقول الخبراء إنّها ستكون حاسمة في المعارك المقبلة في شرق أوكرانيا.