محلية
السبت ٢٢ حزيران ٢٠١٩ - 12:31

المصدر: L'orient le jour

سامي الجميّل: من اذا يحكم لبنان؟

تحت عنوان “من اذا يحكم لبنان؟”، كتب رئيس الككتائب النائب سامي الجميّل في الاوريان لوجور:
ان شجب اساءة استعمال السلطة والارتكابات في الحياة السياسية ليس خياراً بل هو موجب، والسكوت عنها يصبح مرادفاً للتواطؤ والقبول بنتائجها.
وسأل: هل من حزن أكبر من أن يتبدد حق اللبنانيين الذين حلموا بسيادة، وتاقوا الى دولة يحكمها منطق المؤسسات بعد كمّ من المقاومة والتضحيات توجت بتحرير التراب الوطني عام 2005؟
ويجيب: للأسف، يتصرف أهل الحكومة وكأنه افتراضياً لا وجود لرأي عام في لبنان.
وبرأي هؤلاء، فان اللبنانيين ينقسمون الى ثلاث فئات: المحازبون الملتزمون دون شرط، ورهائن الزبائنية، والذين لا صوت لهم وبالتالي لا تأثير لهم.
هذا الافتراض جعل أهل الحكم يتصرفون وكأن لا حساب يؤدونه للبنانيين.
ويضيف المقال:
ان المحاصصة اليوم لم تعد تقوم على موجودات الدولة، بل على منتج ديونها، بما يجعل قيد الرهن جارياً ليس فقط على الأجيال الحالية بل على أجيال المستقبل أيضاً.
وسأل رئيس الكتائب في مقاله: كيف يمكن لشركاء السلطة أن يتقاذفوا الاساءات فيما بينهم في وقت يأكلون من صحن واحد ويتذوقون ملذات ممارسة السلطة؟
بموضوع الموازنة، يقول النائب الجميّل ان المواطن يصاب بالضياع تجاه هذا الانفصام السياسي المرضي بفعل اقرار الموازنة بالاجماع في مجلس الوزراء، وانصراف النواب الممثلين حكومياً بجلد المشروع. فبعد فرض الاحزاب مشاركتها في الحكومة وتوسيع تمثيلها مع ما استدعاه من ضياع وقت، تنتهي هذه الاحزاب بالتصرف كما لو أن وزراءها لا يمثلونها ولا يلزمونها.
هذا المشهد يتكرر في ملف التوظيفات الانتخابية التي ارتكبتها أحزاب السلطة قبل الانتخابات النيابية وتنكرها اليوم. انها تريد الاستئثار بكل شيء، من دون أن تكون مسؤولة عن شيء. وبقدر ما تقترب التعيينات، بقدر ما تشحذ الاسلحة وتستنفر الاحزاب، لدرجة يلاحظ المواطن أنه من الاسهل على شركاء السلطة التأقلم مع خسارة بعض سيادة على خسارة منصب مدير عام.
من جهتنا، اخترنا المعارضة التي تتصف بالحداثة والصراحة والشفافية العاصية على التسويات . لكن لتنجح المعارضة في وضع حدّ لهذه السياسة المنتجة لأزمات اقتصادية واجتماعية وبيئية، فان حاجتها ماسة لمنبه، ولمواطنة ملتزمة. وهذا سرّ معارضتنا وغايتها.
وعندما تسأل المعارضة “من يحكم لبنان؟”، يعتقد أولياء الشأن أنهم يحكمونه معاً، لكن في الحقيقة هم لا يحكمونه بل يتقاسمونه