المصدر: صوت لبنان
تمشي ولا تمشي
بدل الاختلاف على النصاب الدستوري والنصاب الميثاقي في تشريع الضرورة، الأجدى الانتصاب ديمقراطياً وانتخاب رئيس للجمهورية، والخاسر يهنىء الفائز. لكن طالما نختلف على هوية الرئيس لا على مشروعه، فهذا يعني أن هذا الرئيس المحمول على ظهر الكتل قبل انتخابه، سيحمل الكتل على منكبيه بعد انتخابه طوال ست سنوات، على طريقة انتخبني بخدمك. والا لماذا الإصرار على هذا المرشح أوذاك؟ وبدل أن يخاف اللبنانيون من حزب الله، يخاف الحزب من رئيس لا يحمي المقاومة. هذه مزحة. كل المسألة أن من يملك الكل لا يرغب بالتراجع وامتلاك الجزء. كل المسألة أن يعتاد اللبنانيون على أن الدولة لا تمشي من دون رئيس مجلس، لكن تمشي من دون رئيس جمهورية، بدليل التشريع الذي سبق وجُرّب ولو على الخفيف. كل المسألة أن الدولة تمشي من دون رئيس جمهورية، لكن لا تمشي من دون رئيس حكومة، وجلسات الحكومة لن تبقى مقتصرة على ثلاث مرات. كل المسألة أن المسيحيين مجتمعين غير قادرين على إعادة التوازن فكيف وهم منقسمون! واذا كانت الديمقراطية التوافقية تعطيلية، فان الديمقراطية العددية إلغائية. لكن في آخر النهار واحد زائد واحد يساوي اثنين، إن لم يكن اليوم أو غداً، لكن هذا اليوم لا بدّ آت.
المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها