خاص
play icon
play icon pause icon
حارث سليمان
الخميس ٢٣ أيار ٢٠٢٤ - 21:37

المصدر: صوت لبنان

سليمان لمانشيت المساء: التطبيع لن يتم من دون قيام الدولة الفلسطينية وثلاث دول تُعيد رسم خريطة المنطقة أما السياسة في لبنان تحتاج لعمل جماعي ينتج أكثرية قادرة على انتخاب الرئيس

تناول الباحث والكاتب السياسي حارث سليمان عبر صوت لبنان ضمن برنامج “مانشيت المساء” الحادث المؤسف الذي تعرّض له الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ورفاقه، والذي تزامن مع حدثين مهمين في المنطقة، أولهما اجتماع عُقد في الرياض بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية حضره محمد باقري كني نائب وزير الخارجية الإيرانية حسين عبد اللهيان، يهدف إعادة رسم خريطة المنطقة، تتضمن قيام دولة فلسطينية لا تعلن إيران قبولها بها، انما لا تمانع قيامها ضمن اتفاقية تشمل: برنامج نووي سلمي سعودي مقابل البرنامج النووي الإيراني، معاهدة دفاعية بين أميركا والسعودية، تتمتع بموجبها السعودية بحماية عسكرية  كالتي تتمتع بها دول الغرب دون أن تكون عضوًا بالناتو، وقيام دولة فلسطينية على حدود 4 حزيران 1967، مع اشتراط انهاء حكومة بنيامين نتنياهو لتمرير هذا الاتفاق الذي يرسم مستقبل المنطقة.

أما الحدث الثاني فيرتبط بالخيارات السياسية المتعددة في الداخل الإيراني، وبتحكّم المرشد الأعلى بالقرار النهائي، وارتباط خلافته بالتوازنات الداخلية، وأشار في هذا الإطار إلى سحب الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي من اللجنة المصغرة المؤقتة التي تتولى صلاحيات  المرشد لفترة انتقالية في حال غيابه، وأكّد أن إيران ستستمر بالتهدئة مهما كان سبب سقوط طائرة الرئيس، سواء كان عملا من إسرائيل أو امرا متعلقا بالشأن الداخلي أو القضاء والقدر والظروف التقنية والمناخية، وأشار إلى أن انتقال السلطة في إيران سيتم بالتصالح مع المحيط العربي والعالم.

وأشار سليمان إلى أن الخميني أسس لسطوة المؤسسة الدينية، وان الخامنئي عمل على نقل ثقل السلطة إلى الأمن والحرس الثوري الذي أمسك بالاقتصاد ايضا، وأوضح أن السلطة في إيران لن تبقى كما كانت وان النقلة الثالثة تتطلّب سلطة تستطيع حل أزمات الاقتصاد والحفاظ على سياسة حسن الجوار وعلى التفاوض مع أميركا، لإزالة العقوبات الاقتصادية عن إيران وإعادة دمج الاقتصاد الإيراني مع الاقتصاد العربي والعالمي. واعتبر أن إيران قد تكون تجاوزت منطق المؤامرة، حتى لا تشكّل حادثة سقوط طائرة الرئيس، منطلقًا للمواجهة مع إسرائيل، وفي المقابل التزامًا بسياسة التهدئة بمسار بيكين…ولفت إلى ان أي تغيير في المسار نتيجة هذه الحادثة سيشكّل نقطة انعطاف في توازنات السلطة الإيرانية. 

وأوضح ان الكلام عن التصعيد لتحقيق النصر في غزة إثر اجتماع لقائد الحرس الثوري مع ممثلين عن حماس والجهاد وحزب الله والحوثيين والفصائل العراقية في إيران، ليس إلا موقفًا سياسيًا، أكثر منه أمر عمليات، وأشار إلى ان الحصار الخانق على نتنياهو بعد ما حصل في غزة، هو أمر غير مسبوق في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، وسينعكس على مستوى المواجهة التي ستخوضها غزة. ورأى أن اعتراف ايرلندا واسبانيا وبلجيكا والنروج بالدولة الفلسطينية يشير إلى أن الأوروبيين يريدون الذهاب إلى حل الدولتين قانونيًا ومن دون مفاوضات بعكس أميركا التي ترى أن حل الدولتين يجب أن يأتي نتيجة مفاوضات.

وفي الملف اللبناني اعتبر سليمان أن السياسة تحتاج إلى كتلة حرجة وعمل جماعي لإيجاد أرضية مشتركة وإنتاج أكثرية تنتج رئيسًا للجمهورية بعيدًا عن الفردانية التي تنتهجها “جماعة التغيير”، وأشار إلى ان القوى السيادية تقاطعت على المرشح جهاد ازعور مرة واحدة، ويجب أن لا تخضع للابتزاز الدائم لرئيس مجلس النواب نبيه بري لأن مجلس النواب هو دستوريًا في حالة التئام دائم. 

ولفت إلى أن الخماسية لا تملك الأدوات الكافية للضغط على المعطّلين باستثناء العقوبات، وان قرار حزب الله في طهران، وان إيران لا ترغب بالتمسك برئيس لا ترضى به السعودية، واشار سليمان الى ان حزب الله يُدرك أن إيصال مرشّحه سليمان فرنجية إلى سدّة الرئاسة بمنتهى الصعوبة إنما يريد بالتمسّك به ثمنًا لخروجه من السباق الرئاسي، سواء كان خارجيًا هذا الثمن ام في الداخل اللبناني، وقال:” حزب الله ينزف دمًا ويدفع ثمنًا في الجنوب ويتم استنزافه بشكل يومي، لأن ما يجري في الجنوب من أشد الحروب وأكثرها فداحة على البنية التنظيمية والعسكرية للحزب.”

وختم سليمان متوقّعًا المزيد من الدم والقتل في غزة، والمزيد من العزلة لحكومة نتنياهو اليمينية المتطرّفة، والمزيد من تحرك الدول العربية ودول العالم باتجاه قيام الدولة الفلسطينية، وأضاف:” نحن ذاهبون الى نوع من الاستقرار في المنطقة والتطبيع لن يتم من دون قيام الدولة الفلسطينية”، وأكّد ان هذا سيكون شرطًا أساسيًا  لقيام تحالف مكتوب بين أميركا ودول الخليج وعلى رأسها السعودية، لا يمكن التخلي عنه  لرسم توازنات الإقليم بين إيران والسعودية ومصر وإسرائيل، وأشار إلى ان السعودية تطالب بالدولة الفلسطينية ليس فقط من اجل الشعب الفلسطيني انما للتأكيد بأن إسرائيل لا تستطيع قيادة المنطقة.