خاص
play icon
play icon pause icon
محمد موسى
الأربعاء ١٢ حزيران ٢٠٢٤ - 21:03

المصدر: صوت لبنان

موسى لمانشيت المساء: لبنان يحتاج الى هيكلة دستورية واتفاق الطائف ليس مقدّسًا

لفت الأكاديمي والباحث محمد موسى عبر صوت لبنان ضمن برنامج “مانشيت المساء” الى المأساة القائمة في الجنوب على كل المستويات، وإلى اختلاف الحرب الدائرة عن سابقاتها من حيث المستوى الزمني، وحذّر من توسّعها في لبنان، وأشار إلى حجم انعكاساتها على الأرض من حيث الأضرار والخسائر البشرية والاقتصادية وفي قطاعي الزراعة والسياحة وغيرها من القطاعات بالمباشر وغير المباشر، التي وصلت الى ما يقارب 2 مليار دولار تقريبًا، في ظل الوضع الاقتصادي الصعب في لبنان، والحلول الترقيعية التي لا تجدي نفعًا منذ بدء الأزمة حتى الآن، وأكّد ان التكاليف ستكون أكبر مع اتساع رقعة الحرب.

وأوضح موسى أن المنطقة تقع على فيلق متقلّب أميركي إيراني، وان ما يجري في الجنوب هو صيغة مصغّرة عن صيغة أكبر لإعادة رسم خارطة المنطقة كلها، وان ما يجري لا يقف عند الشريط الحدودي او على بعد 10 كلم من الليطاني انما يصل إلى أبعد من الليطاني نفسه، وأشار في هذا الإطار إلى ان الشرق الأوسط الجديد امام جملة متغيرات تضع المنطقة امام مشهد جديد، وطرح جديد لهوية لبنان القادم وتأثّره بالتسويات الكبرى في المنطقة التي لن تمر بعيدًا عن لبنان.

وأشار موسى إلى ان أوروبا منقسمة على ذاتها وان صعود اليمين المتطرف هو إشارة حقيقية الى ان أوروبا تتجه نحو الهوية الوطنية اكثر فأكثر، واعتبر ان الحل في سوريا بدأ “يختمر” مع اتخاذ الخطوات الحساسة التي تؤشر باقتراب الدور العربي في سوريا، الذي يفتح آفاق الحلول، ومن جملتها موضوع النازحين، وقال “آن الأوان للموضوع السوري ان ينتهي، وتنتهي معه مأساة حوالي 13 مليون سوري حول العالم لا سيما في لبنان وتركيا والأردن ومصر، ولا بد من مقاربة الحلول على نحو مختلف بالنظر على الشعبين اللبناني والسوري على انهما ضحية، امام تقاعس المجتمع الدولي، من خلال البحث عن الحل بالمعنى الإنساني” وأكّد في هذا الإطار إلى ان “الحل الدولي في سوريا سيمر من البوابة العربية”، ولفت إلى انكشاف الإقليم وإلى ان تسوية غزة ستنعكس على أكثر من مستوى اقليميًا.

ودعا جميع الأفرقاء في لبنان للالتقاء تحت قبة البرلمان لأن القادم بحاجة لوجود رئيس اصيل ووجود حكومة فاعلة قادرة على التعاطي مع المجتمع الدولي، وقال:” المطلوب تضحية من الجميع” وأشار في هذا السياق إلى ان الرئيس بري فتح كوة في جدار الملف الرئاسي والى ان الخماسية ذهبت الى منطق الحوار، وعلى الجميع تجاوز الشكليات المرتبطة بترأس الحوار، للوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية، ولفت في هذا الإطار إلى ان كل الفرقاء يحتاجون لضمانات في لبنان، لأن البلد محكوم بالتسويات ومن الضروري مراعاة الجغرافيا والتاريخ، للخروج من الحلقة المفرغة واعتماد الكلام المباشر مع الأطراف لضمان وصول الرئيس الى سدة الرئاسة، لأن البلد لم يعد يحتمل الفراغ، وأكّد ان الرئيس يجب ان ينال ثقة الداخل اللبناني، واعتبر ان الطائف ليس مقدّسًا ويجب ان يخضع للتعديلات لاسيما في ما يتعلّق بالمهل الزمنية.

وأوضح موسى ان لبنان بخطر والسياحة ايضًا بسبب الحرب القائمة وتأثّره بما يحيط به، وان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ينطلق من مصالحه الشخصية ويريد بالتالي توسيع الحرب، بعكس الولايات المتحدة الأميركية التي تطالب بالهدنة حاليًا، ورأى ان التسوية في غزة قد تشمل لبنان او قد تأخذه إلى الحرب في حال تم الاتفاق على المراحل الثلاثة لوقف إطلاق النار في غزة، وأكّد ان لبنان بحاجة الى هيكلة دستورية تعيده الى الحياة.