المصدر: صوت لبنان
شرط من اثنين يحقق هدنة غزة! لماذا ترفض كل من اسرائيل وحماس وقف الحرب؟!
المعركة في غزة حالياً، هي بين النار والساعة! بين قوة النيران الاسرائيلية وعامل الزمن الذي تعتمد عليه حماس!
إن شرط حماس “الفعلي” للقبول بالهدنة هو أن تعترف اسرائيل بهزيمتها! وفي المقابل فإن شرط اسرائيل “الفعلي” هو أن تستسلم حماس! شرط من اثنين إذا ما تمّ تحقيق أي منهما يمكن الوصول الى الهدنة المرجوة في غزة!
شرط حماس هو تعهد أميركي مكتوب بوقف دائم لإطلاق النار، ما يعني اعتراف اسرائيل بهزيمتها!
وشرط اسرائيل تبادل كل الأسرى والاستمرار اللاحق بالحرب ما يعني إما احتلال غزة بالكامل وقتل معظم الغزاويين، أو اغتيال أو توقيف باقي قادة حماس، أو انسحاب حماس من غزة، أي استسلام حماس!
وهذان الشرطان يعنيان أن خطة الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف الحرب في غزة ليست واقعية. وهي تحتاج لأعجوبة كي تتحقق ميدانياً!
ما يمكن الاستمرار في ملاحظته هو أن الحل للحرب على غزة هو… الاستمرار في الحرب!
إن قراءة حركة وخطابات الوزير أنطوني بلينكن في المنطقة والضغوط التي تُمارس على قادة حماس في خارج غزة تشير بوضوح أن خطة بايدن تشترط “فعلياً” استسلام حماس!
في حين يَفترض البعض، كما تفترض حماس، أن حكومة بنيامين نتانياهو الغارقة في وحول وأنفاق غزة، والتي “تؤجل” دخول رفح حتى الآن لسببين، وهما انتظار تبادل الأسرى والأثمان الثقيلة للاقتحام بكل الاتجاهات، يَفترض أنها يمكن أن توافق على وقف الحرب مقابل تبادل الأسرى فقط!
إلا أن الواقع لا حماس ستقبل بالاستسلام، ولا بتفكيك قواها العسكرية ولا بتسليم سلاحها، ولا بمغادرة غزة (حتى الآن)، ولا الاسرائيلي سيقبل بوقف الحرب من دون تحقيق أهدافه واستعادة أمن اسرائيلي مستدام! وهو ما يزال بعيداً عن التحقيق!
ما يعني أن التعقيدات السياسية لا تحل سوى بخيارات عسكرية! هذا هو الظاهر وهذا ما يختبره الجميع، وبخاصة المفاوضون في قطر!
والمؤشرات، ما تزال كما هي، ليس فقط الاستمرار في الحرب في غزة واقتحام رفح، بل أيضاً في توسعها لتصبح شاملة لاحقاً باتجاه ح ز ب ا ل ل ه ولبنان، حيث تنجح اسرائيل بعملية “اصطياد” قادة الحزب وتكبيده خسائر هائلة في الأرواح بالإضافة الى تدمير شبه كامل لعدد من القرى الجنوبية.
المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها