المصدر: صوت لبنان
دارين أمهز لصوت لبنان: الطفل بحاجة لاكتساب مهارات وليس فقط معلومات
شددت المستشارة التربوية دراين أمهز، في خلال حديث ضمن برنامج “كل شي جديد” عبر صوت لبنان، على اهمية مقاربة الدروس الصيفية للاطفال من منظور نفسي وتربوي سليم،بعيدا عن الضغط والإجبار، مشيرة الى ان الهدف الاساسي يجب ان يكون تطوير المهارات وليس فقط التقوية الأكاديمية.
وقالت ان مصطلح “تقوية” المستخدم في وصف الدروس الصيفية قد يترك اثرا سلبيا في نفس الطفل، اذ يشعر بأنه مكسور او ضعيف خاصة وان الطفل يعتبر الصيف وقتا للراحة لا وقتا مفروضا للدراسة.
واضافت ان هذا الاحساس بالإجبار يؤدي الى انخفاض في هرمون الدوبامين المرتبط بالتحفيز.
ودعت الى ضرورة فهم احتياجات الطفل خلال العطلة الصيفية، لافتة الى اهمية ابعاده عن اجواء المدرسة التقليدية، وتشجيعه على تنمية مهارات التواصل والذكاء العاطفي ما يسهم في تسريع وتسهيل عملية اكتساب المعرفة عند العودة الى المدرسة.
كما حثّت على تعزيز عادة القراءة لتحسين الذاكرة، مشيرة الى اهمية ان يختار الطفل الكتاب بنفسه، وان يرى الاهل يقرأون امامه لان البيئة المحفّزة تلعب دورا كبيرا.
وتطرقت أمهز الى اسلوب الدراسة خلال الصيف للطلاب الذين لديهم امتحانات تكميلية، مشيرة الى ضرورة اعتماد اساليب مشجعة مثل ربط الدراسة بنشاط يحبّه الطفل، كأن يطلب منه الدراسة لمدة 30 دقيقة قبل الذهاب الى البحر، كما نصحت باتباع تقنية 25 دقيقة دراسة و5 دقائق استراحة حيث تساهم هذه الطريقة في تحفيز الدوبامين شرط ان تكون الاستراحة خالية من استخدام الشاشات.
وشددت على اهمية ممارسة نشاط جسدي خلال الاستراحة القصيرة لان التركيز على الشاشات يُضعف الذهن المُجهد اصلا.
وأضافت ان التنفّس الصحيح ،ممارسة الرياضة وتناول الغذاء المتوازن، جميعها عناصر تساعد في رفع مستوى التركيز.
في المقابل، نصحت بالتقليل من الأطعمة الغنية بالسكر قبل الدراسة لانها قد تؤثر سلبا على التركيز.
وتحدّثت امهز عن اهمية العلاقة المتناغمة بين الاهل وابنائهم مشيرة الى ان الشعور بالامان والانتماء هو حاجة أساسية للاطفال.
واضافت:” الطفل الذي يقلل التهذيب او يرسب لديه سبب خفيّ لذلك يجب ان نحتويه بدلا من توبيخه، فالمديح يشعره بالامان ويعزز ثقته بنفسه”.
وعن دورالمعلمين، اكدت ان تأثيرهم كبير في حياة الطلاب وان المعلم غير المتصالح مع نفسه لا يمكنه اداء دوره التربوي بالشكل السليم، مثينة على وعي الاهل المتزايد تجاه حماية اطفالهم من الضغط النفسي والسعي لبناء شخصيات قوية لهم.
وختمت حديثها بالاشارة الى اهمية تقديم بدائل جذابة عن الشاشات الذكية في الصيف من بينها النشاطات الرياضية اليومية، معتبرة ان العائلة تشكل مجتمعا مصغرا قادرا على تعليم الطفل التمييز بين الخطأ والصواب من خلال تعزيز مهارات التواصل والاستماع اليه بجدية لفهم اسباب سلوكه ما يساعد في الوصول الى حلول حقيقية.