المصدر: صوت لبنان
جلال حلواني لصوت لبنان: لبنان”تلميذ كسول” لا يلتزم مضمون اتفاقية”برشلونة”…وميلاد فخري: شاطئنا ملوث…وربنا الحامي”…
وصف الخبير الدولي في البيئة والمياه الدكتور جلال حلواني في حديث الى برنامج”نقطة عالسطر”عبر صوت لبنان المشهد البيئي في البلاد بـ”المأساوي جدا”، مشبّها لبنان بـ”التلميذ الكسول”غير ملتزم تطبيق مضمون اتفاقية”برشلونة” الخاصة بحماية مياه البحر المتوسط من التلوث(على رغم من توافر سلة من محطات تكرير مياه الصرف الصحي والمتوقف معظمها عن العمل او لم تسكتمل آلية بناءها) والممّولة من جهات داعمة دولية على ان تعطى صلاحية تشغيلها وصيانتها الى وزارة الطاقة والمياه، غير ان مصالح المياه الاقليمية ترفض الامر، مسجلا عجز القيمين على المؤسسات العامة ذات الصلة ماليا وفنيا عن الامر، ما يسهم في تقليل نسب الملوثات العضوية والبكتيرية في المياه المبتذلة ذات الطابع المرضي الضار.
وفي الاطار عينه، حذّر حلواني من مغبة ابتلاع الانسان كميات من مياه البحر الملوثة عبر الفم والانف ما يؤدي (سيما لدى الاطفال) الى ارتفاع درجة الحرارة والتقيء والتسبب في بعض الحالات الى الموت، دون اغفال الامراض الجلدية ومخاطر تلوث الصرف الصناعي الكيميائي الصعب تحلله بيولوجيا داخل التيارات المائية البحرية وانتقاله الى الانسان عبر السلسلة الغذائية السمكية، مشيرا الى بذل كل من قبرص وتركيا وتونس جهودا جبارة للبقاء على نظافة شواطئهم وخلوها من الملوثات السامة والضارة، ما يساعد في تعزيز اواصر القطاع السياحي، مطالبا القيمين على وزارات البيئة والداخلية والزراعة والطاقة والصناعة باولوية ايلاء الاهتمام الواجب واتخاذ القرارات الحاسمة للحد من ظاهرة تصريف المياه الآسنة وتلك الصناعية السائلة الى البحر وتطبيق النصوص القانونية المرعية الاجراء وضرورة المحافظة على الثروة السكمية والبحرية والتنوع البيولوجي فيه والتخلص من الزبائينية السياسية وتفعيل دور الهيئات الرقابية ووضع ضوابط ذات صلة.
وربطا، لفت حلواني الى اهمية طرح الصوت عاليا (وان لم توجد اذان رسمية صاغية)، مسطرا ضرورة ترابط الادارة السليمة والرشيدة والكمية والنوعية وذلك في ما خص ملف مكبات النفايات العشوائية والصلبة والافادة من الابار الارتوازية والمياه الجوفية والتنّبه من سلبيات تفاوت نسب العرض والطلب المائي، جراء انخفاص كمية المتساقطات، ما قد يؤدي الى انشاء معامل لتحلية مياه البحر وتركيب العدادات وزيادة ملوحة المياه الجوفية الساحلية”.
ومن جهته، اشار مدير المركز الوطني لعلوم البحار الدكتور ميلاد فخري في حديث الى البرنامج عينه، الى ضرورة النظر الى نصف الكوب الملأن، مسجلا خلوما يقارب الـ50%من الشواطىء اللبنانية من الملوثات البيئية، مدرجا الامر في خانة التطور النوعي، مؤكدا اخذ عينات دورية من 32 نقطة بحرية ثاتبة للتأكد من مسار مشهد التلوث البيئي على طول الساحل الممتد شمالا وجنوبا، مشيرا الى نظافة سلة من الشواطىء في مدينة طرابلس(بالقرب من المعلب البلدي) وانفة تحت الريح والبترون البحصة وعمشيت وجبيل ونهر ابراهيم والدامور والعباسية وعدلون ومحمية صور والناقورة، في وقت تسجل الشواطىء الشعبية نسبا عاليا من التلوث الناجمة عن المياه الآسنة ومخلفات النفايات الصناعية السائلة والمنتجعات السياحية ومواد التنظيف والمعادن الثقيلة والبلاستيكية ذات المخاطر العالية، سيما في مدن صيدا والرملة البيضاء والضبية وطرابلس.
واستطرادا، شددّ فخري على اولوية تعزيز اواصر التنسيق والتعاون بين الوزارات المعنية(سيما البيئة) والجمعيات الاهلية ذات الصلة لتفعيل عمل محطات التكرير(بتمويل من منظمة”اليونيسيف) ومراقبتها برا وبحرا، مسطرا عدم تأثر شاطىء البحر جنوبا بيئيا بتداعيات الحرب الاسرائيلية الاخيرة على لبنان(باستثناء حركة صيد الاسماك)، على غرار حرب تموز 2006 وتمدد بقعتها النفطية ضمنا”.