أنطوان صفير

الجمعة ١٢ حزيران ٢٠٢٠ - 18:03

المصدر: صوت لبنان

وغاب القانون

ما بالهم بعض الكبارعنّا يرحلون،
ومنهم المطران يوسف بشاره الذي ودعنّاه اليوم،
وقد حمل في جعبته ما إكتنزه،
وهو كان من المؤمنين بالقول المقدس: “فليكن كلامكم نعم نعم، ولا لا”.
وقد عرفته لسنوات خلت،
رجل العقل النيّر والرأي الثاقب والموقف الثابت والمتعلق بالقانون.

وقد فُجعنا دون أن نتفاجئ بالأمس، بقرارات حكومية،
عيّنت وفق المحاصصة المعتمد منذ سنوات،
من سماهم هذا وذاك.
وكأن لا قانون قد أقر!
نُظمت فيه آليات التعيين،
صوناً للكفاءات،
وتحصيناً للشفافية،
ودرءً لمخاطر المحصصات والمحاكمات.
وقد عُينت سيدة محافظاً لمحافظة كسروان جبيل المُستحدثة،
وهو ما ينزل منزلة المخالفة القانونية الواضحة.
إذ أنّ قانون الموظفين الصادر سنة ١٩٥٩ واضح بنصه ومرماه،
إذ أشار في المادة ١٣ منه الى ما معناه،
أنّه أن لا يجوز التعيين،
إلا لوظيفة شاغرة في الملاك، ومرصد لها إعتماد خاص في الموارنة.
وقد عيّنت الحكومة رغم وضوح النص محافظاً جديداً،
ولكن دون مراسيم تطبيقية!
تجعل القانون رقم ٥٠ الذي أنشأ محافظة كسروان- جبيل في حيز التنفيذ العملي.
ولكن المخالفة هنا واضحة.

والسؤال يبقى: ما هو الأمر الطارئ الذي حدا بالحكومة الى الإستعجال؟
وكان حري بها أن تتخذ قرارات مالية واقتصادية!
وتكبح جماح سوق القطع بعدما أصبحت،
السوق السوداء،
والوجوه شاحبة،
والقلوب خائبة،
والطموحات مكبوتة،
والحريات غير مضمونة،
والديمقراطية معطلة،
والمدارس تلفظ الأنفاس.
يتخذون قرارات غير طارئة…..
ويؤجلون ما هو ضروري ونافع…..!
يتلهون بالكلام والخطب …..والناس تتألم!

ولن تتأقلم ….بل ستتجه نحو الرفض الأكيد ،
والرفض يعني قول الحق والصراخ،
والمطلب الحق مطلب جميع الناس، وإن لم يجاهروا اليوم به،
ولكن به غدا سيجاهرون…. وستملئ أصواتهم الساحات.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها