المصدر: صوت لبنان
أين الحكومة في زمن الإفلاس..؟
كان الله بعون اللبنانيين على تحمّل حكومة تجرجر أذيال الفشل، ومُصابة بانفصام الشخصية، الجسدية والفكرية، وتُعاني من حالة مستفحلة من التردد والضياع.
جرت العادة في الأنظمة الديموقراطية، أن تتولى المعارضة حملات الانتقاد والنق، والتشكيك بجدوى اجتماعات وقرارات السلطة، وتتسابق في كشف عورات وصفقات أهل الحكم، سواء على المستوى الشخصي، أم بالنسبة للأداء المتعثر.
ما جرى أول أمس قبل جلسة مجلس الوزراء وخلالها، وما سيستمر بعدها، قلب المشهد الديموقراطي رأساً على عقب، وتفوّق رئيس الحكومة على معارضيه بطرح السؤال الملحاح: أين الحكومة؟ وذلك في تغريدة سرعان ما تم سحبها بعدما أثارت سخرية وتعليقات آلاف المغردين!
ولم تتأخر نائبة رئيس الحكومة عن اللحاق بتساؤلات رئيسها، ورددت بدورها: لمن نشكو نحن الحكومة؟!
وكأن أهل الحكم لا يدرون أنهم أصحاب سلطة، والمسؤولية تفرض عليهم معالجة قضايا الوطن، ومشاكل المواطنين، لا التمسكن، ولا الهروب وراء عبارات تفضح مستوى التردي والاهتراء في دوائر القرار، وبالتالي زيادة إحباط الناس وقرفهم من فريق الحكم، الذي يزيد بتناقضاته الأزمات تعقيداً.
ولعل قرار العودة إلى الإقفال، عشية عيد الأضحى، وفي ذروة تدفق اللبنانيين العاملين في الخارج إلى البلد، لتمضية ما تيسر من عطلة الصيف بين الأهل والأصدقاء، يُعبّر عن واقع الضياع والهلع لدى أهل الحكم، بمجرد ظهور إصابات ملتبسة بوباء الكورونا، سرعان ما تبين أن نتائج الفحوصات لم تكن دقيقة، وأن النتائج الإيجابية أمس، أصبحت اليوم سلبية!
لم تتجرأ دول كبيرة وغنية، وذات قدرات كبيرة، على العودة إلى قرارات الإقفال، حرصاً على استعادة عافية اقتصادها، والتخفيف من موجات البطالة وتسريح العمال وإفلاس المؤسسات، في حين أن حكومتنا العلية سارعت إلى اتخاذ أصعب الخطوات على الناس، وأهون القرارات بالنسبة لها، ضاربة عرض الحائط بمصالح البلد، وبلقمة عيش عشرات الآلاف من العمال وأصحاب المؤسسات، عوض أن تتشدد السلطات والأجهزة المعنية في تطبيق الإجراءات الصارمة، للحد من تفشي الوباء اللعين!
إنها سلطة آخر الزمان، زمن العجز والإفلاس!
المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها