جهاد الحداد

الجمعة ٦ تشرين الأول ٢٠٢٣ - 13:23

المصدر: صوت لبنان

أين السمو في عملكم !؟

ألمفوّض السامي أيّام الإنتداب الفرنسي منذ أكثر من مئة عام ، والمفوّضيّة السامية لشؤون اللاجئين في يومنا ؟

وبعد، كُلّنا درسنا مادة التاريخ في الصفوف المدرسيّة وحفظناها عن ظهر قلب، ولا يزال راسِخ في أذهاننا دور المفوّض السامي ايّام الإنتداب الفرنسي بين سنة ١٩٢٠ و١٩٤٣ وكم مرّة علّق العمل بالدستور اللبناني كيفما وساعة شاء. فأيّام حكومة أوغست أديب الثانية وهي الحكومة السادسة في عهد الإنتداب الفرنسي على لبنان وعهد رئيس الجمهورية شارل دباس، تولّى رئاسة المجلس أوغست أديب باشا للمرة الثانية، وتشكّلت في ٢٥ مارس ١٩٣٠. إستمرّت الحكومة حتى ٩ مايو ١٩٣٢ عندما قرّر المفوّض السامي هنري بونسو تعليق العمل بالدستور، بالإضافة إلى إقالة الوزراء الحاليٍّين وتعيين شارل دباس رئيسًا للحكومة إلى جانب رئاسته للجمهوريّة، وتكليف مجلس المديرين بالقيام بأعمال وشؤون الوزارات. علّق المفوّض السامي الفرنسي العمل بالدستور وأقال الوزراء وعَيّن مَن عَيّن، وها هي اليوم ألمفوّضيّة السامية تأمر، تشير، تطلب، تجبر، تملي وتتحكّم عن بُعد، وتهدِّد ” بِتعليق ” المساعدات عن لبنان في حال خالف أوامرها، كما دَعَت وتدعو كل مرَّة لِدَمج النازحين بالمجتمع اللبناني وإلاّ : ألويل والثبور وعظائم الأمور وغيرها الكثير من الأمور لا يفسح المقال لباقي التفاصيل منعاً للإطالة.  ما أشبه الأمس باليوم إن بتشابه تسميات الإحتلالات والوصايات والإنتدابات، أو بتشابه آدائهم ونهجهم بعد أكثر من مئة عام على إعلان دولة لبنان الكبير، ” ألمفوّض السامي الفرنسي والمفوّضيّة السامية لشؤون اللاجئين “…. هل هو قدَر لبنان أو مؤامرة مستمِرّة عليه، أو لبنان وٌجٍدَ كي لا يكون، أو يكون كما يريد ويشاء المجتمع الدولي لا كما يريده أبناؤه، للأسف !!؟؟

 

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها