المصدر: المدن
استشهاد متطوع: إخماد حريق بمستودع و”تعاونية” استمر ستة أيام!
أخيراً، وبعد مرور ستة أيام على كارثة الحريق الذي اندلع في مستودع للأقمشة على طريق المطار، قرب سوبر ماركت العاملية، الثلاثاء 1 آب 2023، تمكّنت فرق الدفاع المدني في الضاحية الجنوبية من السيطرة عليه، وبثمن باهظ دفعه الإطفائيون مرة جديدة، باستشهاد المتطوع محمد جهاد بيدي. وبعد أن امتدّت النيران بشكل كبير إلى مستودعات التعاونية العاملية، وطاولت حتى البيوت المجاورة وهددت حياة سكانها. فأجبرت العديد من العائلات على مغادرة منازلهم، خصوصاً إثر هيمنة الدخان الأسود الخانق على المنطقة.
لم يعرف سبب الحريق الأساسي. فالتحقيقات ما زالت مستمرة في هذا الشأن، إلا أنه من المؤكّد أنّ طريقة تكديس القماش والاسفنج في المستودع صعّبت عمليّة الاخماد. فقد عملت فرقة الدفاع المدني مع فوج إطفاء الضاحية منذ مساء اليوم الأول للحريق، في محاولة السيطرة عليه. لكن وبسبب كثافة النيران وصعوبتها استشهد المتطوع محمد جهاد بيدي، بعد دخوله إلى بؤرة الحريق لمساعدة زملائه.
وحسب ما صرح رئيس قسم العمليات في الدفاع المدني في لبنان، طلال الأشقر، لـ”المدن”، فإن “استخدمت الفرق كميات كبيرة من المياه لإخماد الحريق، إلاّ أن القماش كان يمتص المياه بشكلٍ كبير. ولهذا السبب استغرقت عملية الإخماد كل هذا الوقت”. واليوم استطاعت فرق الإطفاء السيطرة على الحريق بنسبة 70%، وهم في مرحلة التبريد.
وكان محافظ بيروت أرسل فرقة من فوج اطفاء بيروت للمساعدة في الاخماد.
وأكّد الأشقر أن المستودع غير مطابق للمعايير القانونية، أو لمعايير السلامة العامة، وأضاف لـ”المدن”: “المستودع حجمه كبير جداً، ويوجد فيه مدخل واحد وباب واحد فقط”. بالإضافة إلى أن المستودع يقع داخل مبنى سكني وإلى جانب تعاونية للمواد الغذائية. وفي اليوم الأول للحريق، وقع الحائط الذي يفصل بين المستودع والتعاونية، بفعل الحرارة التي أحدثت تصدعات داخل المستودع، وامتدّ الحريق إلى داخل التعاونية، محدثاً المزيد من الأضرار. ويضيف الأشقر: “لا يوجد أي تشققات في المبنى، وقد زال الخطر عن السكان”.
هذا، وانتشرت أخبار عن إشكال وقع بين الأهالي وفرق الدفاع المدني. إذ أن الأهالي وبعد مرور أيام على استمرار الحريق اعتبروا أن فرق الإطفاء تتقاعس عن إنجاز مهامها، ، إلاّ أن الأشقر ينفي كل ما تمّ تداوله، وعلى الرغم من وضع المتطوعين المتردي في الدفاع المدني، وإهمال وزارة الداخلية لهذه الفرق، وعدم الإنصات إلى مطالبهم، فهو يثني على الجهود التي بذلها المتطوعون في إخماد الحريق. وقال إن “الإشكال كان فردياً، ونحن كنا متواجدين في الموقع منذ اليوم الأول”.
وكان رئيس بلدية برج البراجنة عاطف منصور التقى مع صاحب المستودع منذ يومين ويقول لـ”المدن”: “لا يوجد طفايات في المستودع، أو نظم سلامة”، إضافةً إلى عدم حيازته على ترخيص قانوني. وهو يجمع ثلاث مستودعات في مستودع واحد، ويخزّن فيه كميات كبيرة جداً. وهذا الأمر عرقل إخماد الحريق، إضافة إلى وجود ستائر معدنية بدأ بتخزينها منذ فترة، والتي تحتوي على مواد كيميائية قابلة للاشتعال.
ووفق بلدية برج البراجنة، فإن اللواء محمد خير رئيس الهيئة العليا للإغاثة، سيقوم بمعاينة مكان الحريق غداً الاثنين 7 آب 2023، للكشف على الأضرار ومتابعة مسار التحقيقات. إلاّ أنه ليس من المؤكّد تقديم المساعدات للمتضررين.
كما من المتوقع أن يقوم الأهالي برفع دعاوى ضدّ صاحب المستودع، بسبب الأضرار الذي سببها الحريق.
هذه الحادثة تنذر مرة جديدة بالمخاطر الناجمة عن الحرائق بغياب الرقابة ومعايير السلامة في الكثير من الأمكنة والمستودعات المشابهة.
المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها