المصدر: صوت لبنان
الجميع في جهنم فأين حقوق المسيحيين؟
كلام النائب جبران باسيل في مؤتمره الصحفي الأخير كان موضوع تندّر وتهكم واسع في أوساط اللبنانيين المتواجدين في دول الخليج العربي عبر مجموعاتهم المحلية على تويتر والفيسبوك، على خلفية حجم المغالطات التي تتضمنها، والتي تُعاكس واقعه السياسي، وتتناقض مع العديد من مواقفه الشخصية والحزبية. ليس من السهل جمع سيل التعليقات النارية التي إنصبت على رئيس التيار العوني، وسنحاول إختصار محاورها عبر النقاط التالية :
١ الحديث المسهب عن الفساد والفاسدين، هو أشبه بالمثل المعروف عن الذي، أو التي تُحاضر عن العفة…، في حين أن وزارة الطاقة هي البؤرة الأوسع والأكبر للفساد وهدر الأموال، والتي بلغت حصتها من الدين العام ما يُقارب ٤٥ بالمئة في العشرة السنوات الأخيرة التي تسلم فيها باسيل ووزراء تياره هذه الحقيبة “الدسمة”، والتي خاضوا المعارك السياسية، وعطّلوا تأليف الحكومات أشهراً طويلة، حتى “يحتفظوا بوزارة العتمة والفساد”.
٢ التجرؤ على التعرض للمرجعية المسيحية الكبرى، والغمز من قناة البطريرك الراعي، لأنه يُطالب بالإسراع في تشكيل الحكومة، ولم يُماشي طروحات فريق العهد التعطيلية، يتناقض كلياً مع الإدعاءات المتكررة على لسان باسيل، والتي تُركز على حماية المسيحيين تارة، وعلى إسترجاع صلاحيات رئيس الجمهورية مرات أخرى. فضلاً عن الحملة الشعواء التي شنها على الأحزاب المسيحية، الكتائب والقوات والمردة، بحيث بدا باسيل وتياره وكأنه الفريق المسيحي الوحيد على حق، وكل القيادات المسيحية الأخرى، الروحية والحزبية والسياسية، إنحرفت عن الخط المسيحي، لمصلحة الأطراف الآخرين ..كذا!
٣ الكلام الممجوج ” نحن لا نطالب بشيء في الحكومة..اعطونا الإصلاحات وخذوا فوراً الحكومة” لا يمت إلى الواقع بصلة، لأن كل الداخل والخارج أصبح يعلم مدى إصرار التيار وفريق العهد على الحصول على الثلث المعطل.
ولكن الأهم من ذلك، يقول رجل أعمال لبناني في تعليقه على الفيسبوك، أن باسيل\ كشف دوره الحقيقي في تعطيل الولادة الحكومية، متذرعاً بخطوات إصلاحية مزعومة، لا تُسمن ولا تُغني عن جوع!
يقول أحد المتابعين لتركيبة مجموعات اللبنانيين في دولة الإمارات العربية على وسائل التواصل، أن ثمة العديد من العونيين السابقين مشاركين، وبحماس، في تهكمات هذه التعليقات، بعدما أصيبوا بخيبة أمل من الأداء المتعثر للعهد، والفشل الذريع في إدارة الأزمات التي يتخبط فيها البلد، خاصة بعد إنفجار ٤ آب المشؤوم.
فماذا بقي من شعار الدفاع عن المسيحيين بعدما اوصلت المنظومة الحاكمة لبنان وشعبه المنكوب إلى جهنم.
المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها