جانيت سلامة

السبت ٢٠ كانون الثاني ٢٠٢٤ - 12:01

المصدر: صوت لبنان

الحلم الذي لم يَمُتْ!

انه بشير الجميل، هذا الشاب الذي ولد و ترعرع في كنف عائلة لبنانية عريقة سياسياً، فسطع نجمه باكراً حتى باتَ قائداً و رجلاً حديدياً قادراً على المحاربة و الحوار مجسداً في آنٍ معاً دور الزوج، الأب، المقاوم ، الرئيس، الشهيد ، الرمز و الاسطورة.
في ٢٣ آب ١٩٨٢ اُنتخبَ بشير رئيساً للجمهورية و بذلك أعادَ للّبنانيين الأمل ببناء دولة قويّة و جمهورية لا تعرف الخوف؛ لكن ما لبثَ أن حققّ هذا النموذج في ٢١ يوماً حتى اغتيلَ في البيت الأحبّ على قلبه بيت الكتائب في الأشرفية في ١٤ ايلول من العام نفسه.
فعلى الرغم من مرور ٤٢ عاماً على استشهاده الاّ انّ نهجه و فكره و حضوره يزداد يوماً بعد يوم في وجدان اللبنانيين و خصوصاً الشباب الذين لم يتسنّى لهم اللقاء به ، و هنا أعتبر انّ سبب ذلك يكمن فعلاً في فقدان المجتمع لهذا القائد البطل القادر على بناء الوطن المفقود، فجعل بشير حاضراً أكثر من اي وقت مضى.
اضافةً الى مواقف بطوليّة عديدة تستحقّ التوقف عندها و التعمّق بها جعلت الجميع ينظر الى بشير و كأنّه حالة استثنائيّة يخاف منها الجميع.
فتلك “الهيبة” ميّزت البشير عن غيره من الرؤساء و جعلته يقف الى جانب المقاتلين في الحرب و المدافعين في السلم، ان يتخطّى الطوائف و المحسوبيّات و يحارب الفساد و ان ينظّم مؤسسات الدولة من أصغر موظف الى اكبر موظف.
ناهيك عن شعاره الاساسي : “قول الحقيقة قد ما كانت صعبة” الذي أزعج كُثُر لدرجة انهم خطّطوا و نفذّوا اغتياله من دون ان يرفّ لهم جفناً. لكنّهم و للأسف لم يدركوا و يعلموا وقتها انّه من بعد بشير في ٦٠٠٠٠ بشير!
… بحرٌ من الكلمات و كثيرٌ من الأسئلة تدور في ذهن كل واحد منّا يستحيل الاجابة عنها في اسطر و لكن باختصار، نجح الرئيس اللبناني في استمالة قلوب كل اللبنانيين و من كل الطوائف، في مقابلاته و خطاباته و اجتماعاته. كان بشير دائماً يتحدّث عز مجتمعٍ يتمّ التّرقي فيه على اساس الكفاءات و لا على اساس الثروة و الولاء؛ عن بلدٍ يفرض احترامه على الآخرين بفضل جيشه القوي و مؤسساته المتماسكة و سيادته الكاملة.
نعم انه الرئيس البطل، انه بشير الذي يستحقّ ان يُعرف و ان يُدرّس، ليبقى لأجيالٍ لم تعرفه، بُعد الحلم!

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها