play icon pause icon
جورج يزبك (رئاسيات )

جورج يزبك

الثلاثاء ٢٥ تموز ٢٠٢٣ - 11:21

المصدر: صوت لبنان

الرئيس المدني بلغة عسكرية

فجر الرابع من أيار ١٩٨٨، كان الجيش والقوات اللبنانية على وشك المواجهة العسكرية. القوات أقامت حواجز حول ثكنها، والجيش قام بمناورات في مناطق بجوار مراكز القوات. القوات أقامت حواجز حول مقراتها والجيش سيّر دوريات ونشر جيشه في الشرقية. بررت المؤسسة العسكرية خطتها بوقف الاستفزاز الذي يمارسه مقاتلو القوات على عسكريي ثكنة المغاوير في رومية. خابر الرئيس أمين الجميّل قيادة الجيش وطلب منها استدعاء الضباط الكبار الى اجتماع طارئ في الغد. في الاجتماع، نبّه رئيس الجمهورية الى خطورة أي توتر في الشارع بين الجيش والقوات ما من شأنه الدخول في فوضى عارمة تطيح بانتخاب رئيس للجمهورية مع مشارفة الولاية على الانتهاء. وخاطب الجميّل كبار الضباط بلغة عسكرية حاسمة: الجيش حزب كل لبنان وليس حزباً بين الأحزاب، هو مؤسسة خاضعة لقرار سياسي وليس لقرار ذاتي، وهو ذراع القرار السياسي وليس القرار السياسي. لن أسمح بدكاكين في قلب المؤسسة العسكرية. من الآن سأتصدى شخصياً لأي قرار بالتحرك لا يكون صادراً عني شخصياً كرئيس للجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة. اسمعوا، قال الجميّل للضباط: السلطة السياسية هي التي تتخذ قرار التحرك. وقائد الجيش يعين بمرسوم يوقعه رئيس الجمهورية. ولغاية ٢٣ أيلول ١٩٨٨، سأتصرف على هذا النحو والجيش تابع لي كرئيس للجمهورية.
غداً، بالطوافة الى دير القطارة.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها