محمد موسى

الأربعاء ٢ آب ٢٠٢٣ - 18:23

المصدر: صوت لبنان

العدالة لبيروت بعد بيروتشيما!

بعيدا” عن الجلسات النيابية لانتخاب الرئيس المفقود في زمن صراع الطوائف وما ستفرزه من ارقام وعرض عضلات وانتظار الذهاب لخيارات الحوار او الذهاب للخيار الثالث او الفراغ المفتوح حتى إنضاج تسوية او خيارات مفتوحة على مستوى تعديلات جوهرية في صلب الدستور والنظام والعقد الاجتماعي برمته.
وبعيدا” عن الصخب السياسي والانهيار الاقتصادي في بلاد الأرز حيث الملل من كل ما يجري وحالة القرف المتمادي التي تضرب نفوس اللبنانيين من الشمال الى الجنوب والتي لا تبدو حلولها بالقريب العاجل وعلى الأرجح باتت كما قال الكبير منصور الرحباني باتت تشحذ على أبواب العالم او بمكاتب السفراء الا ما خلى قلة قليلة لا تعرف ان تتحدث الا باللبناني الأصيل وهي اليوم تبكي بيروت ومرفئها وأهلها الصابرون اللذين يبحثون عن العدالة في دهاليز ضمائر ربما ماتت وهي على قيد الحياة؟

ونحن نتحدث عن الاصالة لابد من الوقوف مع سيدة الاصالة وعنوانها الدائم، سيدة العواصم (بيروت) التي ما بخلت يوما” بكل ما اوتيت من قوة من احتضان قضايا العرب والوقوف معهم ولا من احتضان كل من اوى اليها من الداخل بكل أطرافه الممزقة حيث الوطن الجريح الذي ما عرف يوما” حالة الاستقرار الحقيقية.
لقد بقيت بيروت واهلها صامدة رغم كل الحروب و ويلاتها التي لا تنتهي ولكن مع حلول الالفية الجديدة تعرضت العاصمة الابية ملهمة الشعراء و ملفى بيوت الحالمين والمثقفين، ومنفى السياسيين والثوار الى كارثتين ثقال الحجم والوزن والخسارة بكل معانيها.
ان ما بين استشهاد الرئيس رفيق الحريري وانفجار بيروت القاتل (بيروتشيما) وليس مرفئها فقط، ليس أربعة عشر عاما” بل أربعة عشر دهرا” لم ترتاح بيروت فيها حيث الأرض والحجر والبشر بقي ينشد الحقيقة والعدالة ولكن ضاعت العدالة مع من ضاعوا وسقطوا في امتحان الأيام، ولإن كان العدل أساس الملك، فاي عدل بقي وأي حقيقة بقيت الا للمآسي والوجع الخارج من قلب القلب والمرء يحي ذاكرة تغص بهول الكارثة!!!! اللهم ما بقي سوى ان بيروت عند كل مفترق في الداخل او الإقليم هي من تدفع الثمن دائما” وما أغلى ما يدفع من أرواح غالية.
ننشد عدالة مينا بيروت التي كتبها الرحابنة بكل حب وغنتها الكبيرة والسفيرة فيروز وهي لا تعلم ان صراع الأمم لا رحمة فيه لا لبيروت ولا لغيرها من عواصم العرب فالوقت ليس للعدالة انما الوقت لضرب الرموز وكسر الارادات وتصفية الحسابات بجريمة اقل ما يقل انها ضد الانسانية. من هنا وجب النداء عاليا” للقول بصوت صارخ يملأ مدى بحر بيروت ليسمع من بقي لهم ضمائر ان سمعوا:
عدالة بيروت وشهدائها الأموات والاحياء: قبل المال والمصارف وقبل الودائع وقبل الحلول السياسية والاقتصادية والمالية.
عدالة بيروت وشهدائها الأموات والاحياء: قبل السياسيين وازلامهم واقزامهم.
عدالة بيروت وشهدائها الأموات والأحياء، بيروت المقاومة والصابرة على جراحها النازفة: قبل المحققين والمدعيين والقضاء.
عدالة بيروت وشهدائها الأموات والاحياء تبدأ بجلاء كل الحقائق المدفونة قسرا” للوصول الى كل المجرمين مهما علا شائنهم.
ولمن يسمع او يرى اذكر بإنَّ ابن خلدون أُزْجِى نصيحةً ليتَ كلَّ الحكَّام الفاسدين وأعوانهم يأخذون بها: “عليْنا أن ننزع الظلم عن النَّاس؛ كي لا تخْرب الأمصار (الدول) وتكسد أسواق العمران، وتقفر الديار، خاصَّة وأنَّ الشَّارع (الله عز وجل) أشار في غير موضع إلى تحريم الظلم.
اختم المقالة بقول لا ينسى ابان زلزال 4آب اللهاب وانفجار بيروتشيما الشهير حيث قال أحد الحكماء: ” قبل المشانق لا تتحدثوا عن وطن”
وبدوري أقول:” قبل العدالة لا تتحدثوا عن قيامة للبنان. فبالعدل تحي الدولة ومصارفها واقتصادها وناسها”.
ان العدالة لبيروت وشهدائها الاحياء والأموات يا سادة أكثر من واجب واقل من فريضة واعلموا ان الظلم مؤذنٌ بخراب العمران.
التحية لبيروت الصابرة والمجد لشهدائها الاحياء والأموات.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها