المصدر: independent عربية
تسوية لبنانية بشروط إسرائيلية وقيود نتنياهو لإنهاء الحرب
بعد ساعات طويلة، استمرت حتى منتصف ليل الثلاثاء – الأربعاء، لجلسة مشاورات أمنية حول الجبهة الشمالية تجاه لبنان، رفض المستوى السياسي، وفق ما سرّب من الاجتماع، وصية قيادة الجيش والأجهزة الأمنية بإنهاء العملية البرية في لبنان في غضون أيام بعد القضاء على قيادتي “حزب الله” السياسية والعسكرية، وإبعاد عناصر الحزب من البلدات المحاذية للحدود.
ودعت التوصية إلى ضرورة التقدم نحو تسوية سلمية تضمن عودة سكان الشمال النازحين عن بلداتهم منذ أكثر من عام. واعتبر قادة الأجهزة الأمنية أن الجيش حقق إنجازات كبيرة يجب عدم هدرها إذا ما توصل قريباً إلى تسوية بالشروط الإسرائيلية، فيما اعتبر الوزراء أن العملية تتطلب أسابيع وهناك حاجة لبلورة صفقة وفق شروط إسرائيلية، ما أظهر الخلافات بين المؤسستين السياسية والعسكرية تجاه ملف لبنان.
الجلسة التي دعا إليها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عدداً قليلاً من وزراء حكومته وقيادة الأجهزة الأمنية مستثنياً وزير الأمن يوآف غالانت، جاءت بعد تعيين نعيم قاسم أميناً عاماً لـ”حزب الله” خلفاً لحسن نصرالله وهو ما عدّه الإسرائيليون رسالة من الحزب بأنه ما زال قائماً ويستمر بنشاطاته السياسية والعسكرية، وتزامنت مع تصريحات غالانت التي أعلن فيها أن الجيش على وشك إنهاء العملية البرية بعد تدمير أكثر من 80 في المئة من قدرات “حزب الله” والقضاء على الغالبية العظمى من عناصر “الرضوان”، داعياً إلى تسوية شاملة بما في ذلك غزة، وهو أمر ضاعف الخلافات بينه ونتنياهو.
الجلسة ناقشت مقترح التسوية للمنطقة الشمالية تجاه لبنان والمفترض أن يناقشها في تل أبيب المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين الذي أجّل زيارته إسرائيل الأسبوع الماضي، بعد أن أبلغ الرئيس الأميركي جو بايدن أن هوكشتاين سيصل عندما تكون الأمور نضجت وأقرب للاتفاق.
ومتوقع أن يصل هوكشتاين غداً الخميس بحسب الإسرائيليين وبرفقته المستشار الأميركي بريت ماكغورك في وقت وصل قائد القيادة العسكرية الأميركية الوسطى مايكل كوريلا لمناقشة تطور القتال في الشمال، وأيضاً التعامل مع احتمال رد إيراني على إسرائيل.
الأجهزة الأمنية أعلنت صباح اليوم الأربعاء بعد الجلسة أنه في حال قرر المستوى السياسي التقدم نحو التسوية يمكننا وقف العملية البرية في غضون أيام، و”حالياً الخطوات منوطة بالمستوى السياسي”.
حدود سوريا وعدم ثقة بالـ”يونيفيل”
في الجلسة أراد المستوى السياسي أن تشمل بنود التسوية مع لبنان الحدود الشمالية من أقصى الحدود مع سوريا إلى أقصاها مع لبنان. وأضاف الإسرائيليون بنداً لم يُناقش بعد مع واشنطن، وهو ضمان أمن الحدود السورية ومنع تهريب الأسلحة بهدف منع إيران من إعادة تسليح “حزب الله”. وفي هذا الجانب تعهدت روسيا وفق مصادر دبلوماسية، بضمان عدم تهريب الأسلحة من سوريا.
بند آخر لم يناقشه الإسرائيليون مع واشنطن هو مطالبة الجيش اللبناني بالاستمرار في تنفيذ العمليات التي قام بها الجيش الإسرائيلي في قتاله، وهو تدمير البنى التحتية لـ”حزب الله” وضمان إعادة عناصر “الرضوان” إلى شمال نهر الليطاني.
وكان الإسرائيليون ناقشوا مع الولايات المتحدة بنود تسوية مع لبنان للتوصل إلى اتفاق يوقف الحرب ويضمن عودة سكان الشمال إلى بيوتهم.
وبحسب إسرائيل فإن الاتفاق في مراحل بلورة متقدمة على أمل تحقيق توافقات نهائية قبل الانتخابات الأميركية. وهو يتضمن ثلاثة عناصر، أولها تنفيذ القرار 1701 وضمان عدم وجود مسلح لـ”حزب الله” جنوب نهر الليطاني وإبعاده من منطقة المطلة ونشر ما بين خمسة و10 آلاف جندي لبناني على طول حدود الشمال، وتعزيز قوة الـ”يونيفيل” الحالية. وبحسب مسؤول إسرائيلي ربما يتم تغيير بعض كتائبها بكتائب بريطانية وألمانية وغيرهما، إذ توجهت إسرائيل إلى هذه الدول لفحص إمكانية قبولها.
المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها