المصدر: صوت لبنان
جُرأة الإعتراف وحدها لا تكفي!
«الدولة وبكل صراحة لم تعد قادرة على حماية اللبنانيين وتأمين الحياة الكريمة لهم. الدولة فقدت ثقة اللبنانيين بها، وتراجع نبض العلاقة بين الناس والدولة إلى حدود التوقف الكامل. وآليات الدولة ما تزال مكبلة بقيود طائفية صدئة، وجنازير فساد محكمة، وأثقال حسابات فئوية متعددة، وفقدان توازن في الإدارة وإنعدام رؤية في المؤسسات».
اللبنانيون صُدِموا بهذا الوصف الدقيق لرئيس الحكومة حسان دياب لواقع التردي الذي بلغته الدولة هذه الأيام، ليس لأنهم فوجئوا بهذا الواقع، وهم يعيشون تداعياته المأساوية ليل نهار، ولكن لأن هذا الكلام صدر من المسؤول الأول في السلطة التنفيذية، ورئيس حكومة جعلت من عملية الإنقاذ شعاراً وهدفاً أساسياً لها.
منذ سنوات طويلة، والناس في لبنان تقرأ في الصحف مثل هذا الكلام، والسياسيون يزايدون على بعضهم في التشاكي والانتقادات المفتعلة، دون الدخول في أدنى محاولة لإصلاح ذات البين للحالات المتردية، إقتصادياً وإنمائياً وإجتماعياً، بل كان ذلك الكلام للاستهلاك الداخلي، ولتغطية ممارساتهم اليومية، وفسادهم المتزايد، تحت ستار كثيف من القنابل الكلامية الدخانية، التي تردد الشعارات التي تدغدغ آمال الناس .
كان من المنتظر أن يطرح الدكتور دياب خطة حكومته لإخراج البلد من دوامة الأزمات التي يتخبط فيها، في ظل غياب شبه كامل لمشاريع الحلول الملائمة، وعدم وجود رؤية واضحة لمواجهة التحديات التي تهدد مصير الأكثرية الساحقة من اللبنانيين، ودفعهم إلى تحت خط الفقر.
كلام رئيس الحكومة إعتراف صريح بحجم العجز الذي تعاني منه السلطة في التصدي لسلسلة الأزمات التي تضرب لبنان حالياً، وكأنه يرفع إيدي المسؤولين إستسلامآً أمام العاصفة المالية والمعيشية الراهنة، وتسليماً بعدم القدرة على إخراج البلاد والعباد من النفق المظلم.
لا مبرر لإستمرار المسؤول في موقع المسؤولية إذا كان يعترف بعدم قدرته على الحد من حالة التردي التي تنهش بإقتصاد البلد، وتضيّق الخناق على حياة الناس.
جرأة الإعتراف يجب أن تتبعها شجاعة الإستقالة!
المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها