المصدر: صوت لبنان
زيارة لودريان بين الجزرة وعصا العقوبات
من زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، إلى تغريدات رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم، إلى تصريحات وبيانات العديد من المسؤولين العرب والأجانب الذين زاروا بيروت في الآونة الأخيرة، يبدو أن الأشقاء والأصدقاء يهتمون بإخراج لبنان من دوامة الإنهيارات المستمرة، والمساعدة على تشكيل الحكومة العتيدة، أكثر من أي مسؤول لبناني يتربع سعيداً على كرسي السلطة.
تسعة أشهر ونيّف مضت على الإنفجار الزلزالي لمرفأ بيروت واستقالة حكومة دياب، والسلطة الفاشلة تتخبط في لعبة الكراسي، وتتلهى في مناورات المحاصصة الرخيصة، فيما العالم كله ينتظر ولادة حكومة لبنانية قادرة على الإصلاح والإنقاذ، وتستطيع إستعادة ثقة الدول المانحة والمؤسسات المالية الدولية، والحصول على المساعدات المالية الفورية لوقف الإنحدار المخيف الذي يُهدد بسقوط الدولة والكيان.
ويبدو أن زيارة رئيس الديبلوماسية الفرنسية الذي يصل مساء اليوم، ستكون حاسمة في إتخاذ الموقف الفرنسي الأخير من أساليب المماطلة والتسويف التي مارستها المنظومة السياسية الفاسدة في تعاطيها مع المبادرة الفرنسية، لأنه سيأتي حاملاً الجزرة بيد وعصا العقوبات بيد اخرى، وتلقين السياسيين اللبنانيين درساً جديداً في ضرورة وضع مصالح بلادهم فوق منافعهم الشخصية والحزبية والفئوية، لأن بلدهم يحتضر في أخطر أزمة يواجهها في تاريخه الاستقلالي.
لن تنفع الوعود العرقوبية في تبريد الغضب الفرنسي من أنانيات الساسة المجردين من حس المسؤولية، والذين يفتقدون مواصفات رجال الدولة المستعدين للتضحية دائماً من أجل الوطن.
الوزير الفرنسي، الذي سبق له ونعت الطبقة السياسية في لبنان بأبشع الصفات، يريد هذه المرة أفعالاً، لا أقوالاً سرعان ما تتلاشى كلماتها قبل أن يجف الحبر الذي كُتبت به. وفي حال إصرار المنظومة السياسية على أساليب المخادعة والمناورات الفارغة، لن يتأخر لودريان عن إعلان انكفاء بلاده عن الوضع اللبناني، وترك «هؤلاء الساسة يتحملون المسؤولية التاريخية عما ستؤول إليه الأوضاع المتدهورة في وطن الأرز».
لا ضرورة عندها ليعلن رئيس الديبلوماسية الفرنسية: اللهم فاشهد إني قد بلغت!!
المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها