play icon pause icon
جورج يزبك

جورج يزبك

الخميس ٩ أيار ٢٠٢٤ - 08:14

المصدر: صوت لبنان

عدنان سلطاني قاتل كامل مروة

في ١٦ أيار ١٩٦٦، كان موعد القدر مع صاحب وناشر جريدة “الحياة” كامل مروة. وقبل ذلك بثماني سنوات، كان كامل مروة في مكتبه في جريدة “الحياة” عندما دخل عليه شاب يحمل مسدسين، ووضعهما أمامه على الطاولة، وقال له، “كلفوني أن أقتلك، ولكنني لم أنس فضلك على والدي، فجئت أخبرك”.
لكن، ليس كل المكلفين بقتله اعتذروا عن المهمة.

في ذاك اليوم المشؤوم، ترأس كامل مروة كعادته كل مساء اجتماعاً لهيئة التحرير في مكتبه في الطابق الأول من مبنى الجريدة. عند الثامنة والنصف، غادرت أمينة السر إيفون مامو، المكتب، وبقي كامل مروة في الطابق الأول يكتب مقالته اليومية. خارج المكتب كان عامل الهاتف محمود الأروادي وحارس مكتب مروة جميل خريس، وبعض المحررين في مكاتبهم في الطابق الأرضي.
أجرى الأروادي مكالمة هاتفية وطلب من خريس التحدث إلى الهاتف مدعياً أن المكالمة له. تكلم خريس مع مجهول على الخط ادعى أنه ضابط في قوى الأمن، وأبلغه أن حريقاً شب في منزله، وتم نقل امرأتين إلى المستشفى، وعليه الحضور إلى المخفر للتحقيق معه. غادر خريس مبنى الجريدة، وبقي الأروادي وحده.
في هذا الوقت وصل شاب إلى مدخل مبنى الجريدة يرتدي ربطة عنق ونظارة سوداء، ويحمل في يده حقيبة زرقاء، وسأل عن محمود الأروادي الذي كان في انتظاره. تصافحا وقصد الأروادي مكتب مروة وبادره بأن موظفاً من “بنك إنترا” يحمل له بريداً سرياً طلب أن يسلمّه باليد. دخل الشاب وفتح الحقيبة وأخرج الرسالة وسلمها إلى مروة. ثم صوّب مسدساً مجهزاً بكاتم للصوت، وأطلق عليه رصاصة أصابته في صدره. نهض مروة من وراء مكتبه، واندفع نحو الشاب الذي تعطل مسدسه، فلقمه من جديد، وأطلق رصاصتين أخطأتا مروة الذي تمكن من دفعه، وأوقعه أرضاً. الا أن رئيس تحرير “الحياة” كان قد فارق الحياة.
نهض القاتل، نفض الغبار عن ثيابه وأشعل بدم بارد سيجارة وخرج من المكتب، وأقفل الباب وراءه، وتمكن من الفرار فتبعه أحد المواطنين، رفيق المير.
صعد القاتل في سيارة أجرة، وطلب من سائقها نقله إلى السفارة المصرية، فلحقه هذا المواطن بسيارة أخرى أوقفها على الطريق، مدعياً أنه من رجال التحري، وتمكن من توقيفه وأعاده إلى مبنى الجريدة حين وصلت قوة أمنية، فاعتقلته. تعرف عليه العاملون في الجريدة، وأكدوا أنه القاتل. وتم التثبت من هويته: عدنان سلطاني.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها