المصدر: صوت لبنان
فريق العهد، يُعارض العهد!
من يسمع خطاب النائب جبران باسيل يُخيّل له للوهلة الأولى أن التيار الوطني يتزعم المعارضة السياسية ضد العهد الحالي، وأنه يُصر على عرقلة ولادة الحكومة الجديدة، ولو أدى ذلك إلى المزيد من الإنهيارات النقدية والمعيشية والإجتماعية، حتى ولو بقي من ولاية العهد في عهدة حكومة تصريف الأعمال!
ما ورد في الخطاب الناري من تصعيد لا يوحي بأن فريق العهد يميل إلى التهدئة، وتسهيل تأليف حكومة فاعلة وقادرة على وقف الإنحدار، وإحياء قرارات المساعدات وتحقيق الإصلاحات المطلوبة.
ليس مستغرباً أن يشن رئيس التيار العوني هذا الهجوم الكيدي والحاقد على إتفاق ودستور الطائف، في ذكرى خروج تياره ورئيسه من المسرح السياسي، بسبب معارضة الإتفاق التاريخي الذي أنهى الحرب المريرة، وأعاد السلام إلى ربوع الوطن.
ويبدو أن الذاكرة قد خانت كتبة هذا الخطاب، ونسوا أنه لولا الطائف لما كان هذا الفريق في السلطة، ولما كانت الدولة قد إستعادت عافيتها، وعاشت فترة من الإستقرار والإزدهار، قبل إستنزافها من جديد في سنوات هذا العهد، وإيصالها إلى مهاوي الإفلاس.
أما الحديث عن «الخلطة الحكومية» التي اتهم بيت الوسط بها، فينمّ عن معارضة مسبقة لعودة الحريري إلى السراي، ويعزز إحتمال تأجيل الإستشارات النيابية إلى الأسبوع المقبل على الأقل، وقذف الولادة الحكومية في المجهول، فضلاً عن إسقاط ما تبقى من المبادرة الفرنسية، بعد التنمّر المعيب على محاولات الحفاظ على هذه الفرصة الأخيرة للبلد للولوج إلى الإنقاذ.
لقد أعاد باسيل، العائد من حجر الكورونا، لبنان إلى الحجر السياسي والإقتصادي من جديد، بعدما أقفل الأبواب أمام مبادرة الحريري، بكيدية صارخة، رافضاً كل محاولات الرئيس الفرنسي للمساعدة وفك الحصار عن لبنان.
تداعيات التصعيد الباسيلي الجديد سرعان ما ظهرت في هبوط سعر صرف الليرة، وتبديد أجواء التفاؤل التي شاعت في اليومين الماضيين، وإعادة الناس إلى مناخات القلق والإحباط التي تُدمر ما تبقى من صمود اللبنانيين!
المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها